جماهير الفنانين.. سياسة التخلف مستمرة
موسى عبدالله – نحنا: يبدو أن ممارسة التخلف على مواقع التواصل الإجتماعي وإظهار الحقد والكراهية بأسلوب بشع مستمرة دون حسيب ولا رقيب، فقد وصل الجهل في التعليقات والعنصرية الى ذروته، وكشفت حسابات وصفحات الفنانين على مواقع التواصل الإجتماعي عن مدى التعصب والتخلف والتبعية العمياء للفنانين العرب.
أظهرت مواقع التواصل عدم ثقافة إحترام الأخرين وإعتبار الرأي الأخر بمثابة “كفر” حيث يدافع الفرد عن رأيه وكأنه مقدس دون مراجعة الذات والإستماع الى الأراء الأخرى، وكشفت المواقع عن دفاع الجمهور المستميت عن فنانهم المفضل وفتح الجبهات والحروب الإلكترونية من أجل الدفاع عنه إذا ما تعرض للإنتقاد، والمضحك المبكي أن هذه الجماهير تعيش في عصر الجاهلية وليس في القرن الواحد والعشرين، شتائم من العيار الثقيل دفاعاً عن الفنان، تصل الى صف الجمهور الأخر والفنان الأخر، وهكذا دواليك.
سياسة التخلف مستمرة وعند صدور أي عمل فني جديد، يظهر التخلف وشن الهجمات المضادة على الفنان الذي أطلق عمل فني جديد، هجمات منظمة وممنهجة تدل على غياب الوعي والثقافة والتربية، وطبعاً لا تقتصر التعليقات المسيئة على الأعمال الفنية فقط، بل إنها تطال الصور والمنشورات التي ينشرها الفنان، وكل ذلك “كرامة عين” فنانهم المفضل، اذ وصلت الأمور الى طريق مسدود تحت شعار الدفاع عن الفنان مهما كانت النتائج، وللأسف فإن أغلب الفنانين العرب لا يحركون ساكناً في بعض الأحيان من أجل وضع حد لهذه المهزلة بل إنهم شريك أساسي في التحريض.
لا بد وأن يدرك الجمهور بأن التبعية والمحبة العمياء لا تولد سوى الكراهية والضغينة، والعالم العربي ليس بحاجة الى انقسامات وحروب الكترونية بين جماهير الفنانين، لأن الحروب العسكرية والإنقسامات السياسية في الوطن العربي مزقت المجتمعات العربية.
