رأي خاص – قراءة في إستقالة حب وائل جسار!
موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن النجم اللبناني وائل جسار من النجوم الذين يجيدون تقديم اللهجة اللبنانية والمصرية بأسلوب خاص ومستقل، وعلى الرغم من تميزه في الأغنية المصرية وإعلاء شأنها على الأغنية اللبنانية نظراً للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها في أم الدنيا، إلا أن إختياراته للأغنية اللبنانية دائماً ما كانت صائبة، وعند تقديمه أي أغنية لبنانية سرعان ما تتحول إلى أغنية ضاربة تؤكد على ذكاءه ودقة إختياره.
عندما يُقدم وائل جسار الأغنية اللبنانية وبالتحديد اللون الرومنسي دائماً ما تكون النتيجة على مستوى التطلعات، وما قدمه الجسار في أغنيته الجديدة “إستقالة حبي” التي صدرت قبل أيام قليلة يؤكد على تفوقه في ملعب الأغنية اللبنانية الرومنسية التي دائماً ما قدمها في أسلوب جديد. أغنية “إستقالة حبي” من كلمات وألحان محمود عيد وتوزيع محمود عيد وإيليا نستا، من الأغنيات التي تحمل في مضمونها وجبة فنية دسمة، تنقل المستمع إلى عالم موسيقي مختلف عما تشهده الساحة الفنية حالياً.
ما الجديد الذي قدمه وائل جسار في أغنية “إستقالة حبي”؟
نجح محمود عيد في تقديم موضوع غنائي عن الخيانة والغدر بأسلوب جديد، إبتعد عن المواضيع التقليدية والروتينية التي تتحدث عن مواضيغ الخيانة، جسد الحالة بصورة شعرية جديدة مستخدماً بعض المصطلحات الجديدة مثل “هيدي إستقالة حبي خلي قلبك يمضيها” جملة تختصر الحب الذي تحول إلى كره وعذاب، يتنقل الشاعر من صورة إلى أخرى يتناول خلالها بشيء من العتب واللوم الذاتي مدى ضياع الوقت مع شخص لم يستحق الحب حيث تحول الحب الى خيانة ولم يعد للوفاء أي مكان حتى بات الشعور صفر.
على صعيد اللحن، لا يختلف إثنان على إبداع محمود عيد في اللون الرومنسي اللبناني وتقديم نفسه بصفة عراب الأغنية الرومنسية إذ تثبت نجاحاته على تفوقه في كل لحن جديد يصيغه، وقدم في أغنية “إستقالة حبي” لحن رومنسي شهد نقلات موسيقية مميزة بين مقاطعه، لحن حمل في جمله الموسيقية نوع من الهدوء ومن ثم العاصفة، وظهر صوت وائل جسار بقالب جديد ومختلف عما قدمه سابقاً حيث الإحساس المميز بروح جديدة على وائل، وكأنه يعاني من صراع عاطفي، أما التوزيع الموسيقي فإنه من عناصر القوة في الأغنية، ولا غبار عليه أبداً، وظهر مدى التعب والجهد في تنفيذ موسيقى جديدة ساعدت على إبراز الكلمة واللحن.
مرة جديدة ينجح وائل جسار في إثبات نفسه في الأغنية اللبنانية الرومنسية، وعند كل نجاح له في الأغنية اللبنانية يثبت مدى ذكاءه في إختيار الأغنية التي تتناسب مع خامة صوته المميزة، ولا شك في أن تقديمه الأغنية اللبنانية بهذا المستوى الراقي يجعله مطالباً بتقديم المزيد والمزيد من الأغنيات اللبنانية في قادم المواعيد.
