NE7NA BN7KIاخبار

رأي خاص – مروان خوري يغرد خارج السرب في أغنيته الجديدة “مرت سنة”

موسى عبدالله – نحنا: عندما يكون الإبداع السِمة التي تلازمه ولا تفارقه منذ نعومة أظافره، وتطورت تلك السِمة مع مرور الزمن بعد أن أثقلها بالثقافة الموسيقية وإنفتاحه على كافة الحضارات الفنية، لا بد وأن يصبح الإبداع توأم روحه ونصفه الثاني الذي إلتقى في نصف الطريق مع موهبته الصوتية وإحساسه الخرافي الذي يعبر عن مشاعر واحساس الأخرين ولكن بأسلوب علمي وممنهج، وكأنه قام بإجراء مسح ميداني ودراسات معمقة لأحاسيس الناس كي ينقلها عبر إحساسه وكلماته وألحانه التي أصبحت ماركة مسجلة بإسمه، وفخامة الإسم تكفي مروان خوري.

مروان خوري الذي نادراً ما يُقدم أغنيات خاصة به من كلمات أو ألحان غيره من الشعراء والملحنين، كسر القاعدة في أغنيته الجديدة “مرت سنة” التي صدرت قبل نحو أسبوع، وتعاون على صعيد الكلمة مع الشاعر السوري يوسف سليمان وتعاون على صعيد اللحن والتوزيع مع المايسترو محمود عيد، وأظهرت أغنية “مرت سنة” التناغم والإنسجام بين مروان خوري وفريق عمل الأغنية، وكأن مروان خوري قد وجد نفسه عند محمود عيد ويوسف سليمان ولم يختلف عنه شيء بل رسم حدود الإبداع معهما في عمل فني دسم أقل ما يمكن وصفه بأنه حالة فنية خارجة عن المألوف الذي تشهده الساحة الفنية حيث جاءت الأغنية عكس التيار الفني السائد.

على صعيد الكلمة عبرت الأغنية عن مشاعر أي عاشق يعاني من فراق الحبيبة مهما كانت أسباب ذلك الفراق لأن النتيجة واحدة إذ يعيش حالة من الفراغ بعد غيابها، وتناول الشاعر يوسف سليمان موضوع الأغنية من زاوية جديدة ومختلفة من حيث طرح الفكرة طارحاً التساؤولات وعلامات الإستفهام حول تلك العلاقة حيث قال “معقول منك سامع في دمعة صوتا طالع” في وصف قوي عن مدى الألم، ومن الجمل القوية في الأغنية “لا تفكر يا عمري اني اذا ليله غفيت انا يعني نايم متهني او لحظة نسيت” وتؤكد هذه الأبيات على الأبعاد الحقيقية التي رسمها الشاعر تعبيراً عن الوجع الذي يعاني منه الحبيب.

 قدم محمود عيد في “مرت سنة” جمل لحنية رومنسية تناغمت مع موضوع الأغنية ويمكن إعتبار اللحن بأنه نقلة نوعية على صعيد الأغنية الرومنسية حيث الطرب والإحساس، وليس جديداً عليه أن يقدم تلك الألحان الرومنسية التي تدخل القلب خلسة دون إستئذان وتعبر كل نغمة عن إحساس المتلقي الذي لا ينزعج أبداً من تلك الألحان لأن وعلى الرغم من رومنسيتها وشغفها لا يوجد في طياتها أي نوع من أنواع الكآبة كما في الأعمال الرومنسية الأخرى، وبالنسبة للتوزيع فقد إستطاع محمود عيد أن يضيف لمسة موسيقية ساحرة منحت أغنية “مرت سنة” العلامة الكاملة.

على صعيد الأداء لا يمكن الحديث عن أداء مروان خوري أو وصفه في بعض الكلمات والجمل لأن صوته في حدِ ذاته مادة يجب أن تُدرس في مدارس الفن والغناء، وما يمكن قوله بإختصار بأن مروان خوري تفوق على نفسه من حيث الأداء الطربي والإحساس المرهف، وقدم الأغنية على طريقته الخاصة جامعاً بين روحه وروح محمود عيد الذي يعتبر مروان بمثابة إستاذه، وكم هو جميل بأن يجتمع الإستاذا والتلميذ في أغنية ضاربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى