رأي خاص – بين خصوصية كاترين معوض وضربة هشام بولس وذكاء جوزيف عطية وُلدت أغنية “تغيري”
موسى عبدالله – نحنا: تُغرد الكاتبة والشاعرة اللبنانية كاترين معوض في فضاءٍ شعري لا يُشبه سوى أفكارها الخاصة وتطلعاتها الشعرية التي تتناسب مع مبادئها الأدبية، ودائماً ما شكلت الأغنيات التي تحمل إمضاءها على صعيد الكلمة نموذجاً يُدرس في صياغة الكلمة والموضوع المتجدد، وشكلت كاترين مع الملحن اللبناني هشام بولس ثنائي رائع حيث وجدت ألحانه طريقها مع كلمات كاترين، اذ دائماً ما كانت ألحانه مختلفة ومغايرة مع الكلمة التي تصيغها كاترين، وكأن كلمتها خُلقت من أجل إستفزازه وإظهار منظومة جديدة في الألحان.
ضمن ألبومه الجديد الذي صدر تباعاً على تطبيق أنغامي، قدم الفنان اللبناني جوزف عطية أغنية حملت عنوان “تغيري” من كلمات كاترين معوض وألحان هشام بولس وتوزيع عمر صباغ، وشكلت أغنية “تغيري” عمقاً كبيراً للألبوم إذ تُعتبر من أهم وأخطر الأغنيات التي صدرت مؤخراً، حيث أنها من العيار الثقيل ولا يُمكن إلا ضرب التحية لهذا العمل الفني المتكامل الذي رفع جوزيف عطية.
أغنية مختلفة من ناحية الموضوع الجديد بكل ما للكلمة من معنى، فقد شعرت كاترين بما يحصل مع العاشق الذي يُفرق بينه وبين حبيبته القدر تحت أي ظرف ما، ويبقى مخلصاً لها يطالبها بعد الوداع بأن تحافظ على خصوصية العلاقة التي جمعتهما على الرغم من الفراق، حيث أنانية العاشق الذي لا يتخيل ما كان يحصل بينه وبين حبيبته بأن تفعله حرفياً مع أي شخصٍ أخر قد ترتبط به، يُطالبها بأن لا ترتدي الثياب ذاتها وأن لا تقبل بأن تسمع من عشيقها الجديد أي أغنية كانت تسمعها من حبيبها الأول، وتميزت الأغنية في مقطعها الثاني بخصوصية جديدة من حيث الصور والكنايات المميزة في وصف الحالة.
على صعيد اللحن، قدم هشام بولس لحناً خيالياً يقف أمامه المستمع بحالة من الفرح على الرغم من كمية الشجن، لحن تم تركيبه على قياس الكلمة، لحن أبدع خلاله هشام بولس بتقديم نموذج مختلف عما قدمه هشام شخصياً في ألحانه السابقة حيث تفوق على نفسه قبل أن يتفوق على غيره، فقد فعل فعلته في هذا اللحن وضرب ضربته التي جاءت على الوتر، فقد حمل اللحن كمية من الرومنسية والتراجيدية التي لم تنفصل عن الكلمة حيث التكامل والتصالح بين الكلمة واللحن، وجاء التوزيع الموسيقي في الصميم كي تكون الأغنية عبارة عن توليفة كاملة.
لا شك في أن جوزيف عطية قد قدم عدة أغنيات رومنسية ناجحة إلا أن هذه الأغنية قد ترفعه الى سماء الرومنسية المختلفة عما قدمه سابقاً، فقد أبدع من خلال أداءه وإظهار رومنسية جديدة في صوته وكأنه فعلاً يعيش الحالة التي تتحدث عنها الأغنية، ويُحسب له بكل جدارة إختياره هذه الأغنية التي تُعتبر بكفةٍ وأغنيات ألبومه الجديد بكفةٍ أخرى، وليس تقليلاً من أغنيات ألبومه الأخرى إلا أن هذه الأغنية من عالمٍ أخر، وإختياره لهذا العمل ضربة ذكاء منه.
للإستماع إلى أغنية “تغيري” الضغط على الرابط:
