STAR WEEK

ريم بنا.. رحيل المرأة الحديدية!

موسى عبدالله – نحنا: الحياة عبارة عن فسحة أمل، أبطالها الحقيقيون هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون معنى اليأس والإستسلام، بل إن المواقف والصعوبات التي قد تواجههم في الحياة تزيد من عزيمتهم وإرادتهم، وليس هناك أصعب من المرض الذي قد يصيب الإنسان ويتمكن منه نتيجة غياب الأمل والتفاؤول وعدم القدرة على مواجهة المرض.

على النقيض من ذلك، هناك أفراد لم يتمكن منهم المرض مهما كان خطيرا على صحة الإنسان، بل إستطاعوا أن يشكلوا جبهة مضادة للمرض وتغلبوا عليه ولم يعرف اليأس مكان في روحهم وقلبهم، ومن هؤلاء الأشخاص الذين حاربوا مرض السرطان الفنانة الفلسطينية ريم بنا التي تغلبت على مرض سرطان الثدي قبل سنوات.

بعد سنوات من قهرها للسرطان عاد المرض اللعين وأصاب ريم، وأخطأ العنوان مرة أخرى لأنه لم يتعلم الدرس من المرة الأولى، وأن معركته خاسرة حتماً مع إنسانة لم تعرف معنى القهر، بل أدركت جيداً أن أي نوع من الأمراض بحاجة إلى القوة والصلابة والإرادة، وكما تغلبت على السرطان في أول مرة، كانت قادرة على التغلب عليه من جديد وسحقه وإلحاق الهزيمة به، إلا أن هذه المرة عاد مسلحاً بخباثته وسمومه القاتلة للنيل من البنا التي خسرت المعركة على الأرض.

عندما علمت ريم بإصابتها من جديد بالمرض الخبيث قالت “انا لست مريضة، انا متضامنة مع مرضي كي لا يشعر بالعزلة”، ماذا عسانا أن نقول أمام ثقافة الحياة والأمل، ماذا نقول أمام مدرسة الحياة، يعجز اللسان عن الكلام  أمام جرعة الأمل التي قدمتها البنا في معركتها مع المرض، لعل وعسى أن يتعلم منها كل رجل وكل سيدة وكل إنسان معنى الصمود والمواجهة.

تُعتبر ريم بنا من السيدات اللاتي تعلمن معنى الحياة منذ الطفولة، وتعلمت أن الحياة ليست للضعفاء بل للأقوياء الذين يعتبرون أن الحياة عبارة عن معركة لا تقبل أنصاف الحلول بل المعركة عبارة عن رابح أو خاسر.

من إلتقى ب ريم بنا اكتشف صلابة تلك المرأة ويقف أمام كلماتها وقفة الشخص الذي يتعلم منها، ويستفيد من تجاربها وخبراتها في الحياة، ويدرك أن هناك نساء توزاي الرجال في القوة وقد تتفوق على الرجل في قوة التحمل والتحدي، وهذا ما ميز البنا في تجربتها مع مرض السرطان الذي وقف عاجزاً عدة سنوات أمام صمودها وقوتها

ريم بنا مثال الإنسان الشجاع والمحارب، ومهما كتبت الأقلام عن تجربتها وتحديها للسرطان يبقى الكلام قليل أمام شخصيتها القوية، لأنها المرأة الحديدية التي لم تقف عند المرض، بل إن المرض من وقف أمام “عنادها” وانسحب أول مرة لأن معركته كانت خاسرة، ولكنه إنتصر في المرة الثانية لأنها كانت مشيئة الله.

رحلت ريم بنا، إبنة فلسطين التي حملت في حنجرتها القضية الفلسطينية، وكانت عنواناً للأمل والصمود والمقاومة، وقدمت عشرات الأغنيات التي كانت عكس التيار الفني السائد في الوطن العربي، ولم تُقدم التنازلات من أجل الشهرة بل كان صوتها بوابة عبورها وشهرتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى