NE7NA BN7KI

رأي خاص – كليب “ومعاك” أسقط نانسي عجرم ومن يتحمل المسؤولية؟

موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن النجمة اللبنانية نانسي عجرم من النجمات اللاتي يمتلكن الذكاء الفني، ودائماً ما تُقدم ما هو جديد ومختلف من أجل الإستمرارية، والتفوق على غيرها من زميلاتها اللبنانيات والعربيات، وإستطاعت أن تُحافظ على مكانتها الفنية نتيجة إختياراتها على صعيد الصوت والصورة.

 يُقال بأن “غلطة الشاطر بألف”، ولا يُمكن لأي فنان أن يبقى في خط الأمان الفني، لأن الخطأ وارد ومغفور أيضاً عندما يُدرك الفنان خطأه، وسقطت نانسي عجرم في فخ الخطأ في فيديو كليب أغنية “ومعاك” الذي صدر قبل نحو يومين عبر قناتها على اليوتيوب.

أغنية “ومعاك” من كلمات كلمات محمد رفاعي وألحان محمد يحيى وتوزيع هادي شرارة، وتعاونت على صعيد الإخراج مع المخرجة اللبنانية ليلى كنعان في تعاون جديد جمعهما، وتُعتبر ثاني أغنية من ألبومها الأخير تُصورها على طريقة الكليب بعد أغنية “حاسة بيك” التي تُعتبر من أفضل الأعمال الغنائية المصورة التي صدرت عام 2017.

دائماً ما قدمت نانسي عجرم في معظم أعمالها الغنائية المصورة نموذجاً عن الكليب “الضارب” الناجح الذي قد لا يختلف عليه إثنان، أما في كليب أغنية “ومعاك” خرجت نانسي عن نموذج الكليب “الضارب” وبات للإختلاف في الرأي مكان، لأن الإختلاف لا يفسد للود قضية، ولم تُقدم في كليبها الجديد أي إضافة إلى مشوارها الفني، ويُعتبر الكليب منقوصاً من ضلعه الأساسي الذي يقوم على الفكرة.

بعد حملة الترويج والتسويق التي سبقت صدور الكليب، ظن البعض بأن ما ينتظر الجمهور عبارة عن كليب من نوع أخر، يسرق الجمهور ويخطفه إلى مكان من الإبداع، ولكن الإبداع قد غاب عن الكليب على الرغم من خبرة ليلى كنعان وأفكارها المميزة، إلا أن الكليب قد قام على لوحات من الإستعراض المبالغ بها دون الأخذ في عين الإعتبار تقديم فكرة قوية تُشكل إضافة حقيقية لإسم نانسي.

قد يتميز الكليب في الأضواء والألوان والتنقل بين مشاهده بأسلوب إحترافي تُدركه جيداً ليلى كنعان، إلا أن ذلك لا يشفع غياب الفكرة الواضحة، فقد ظهرت نانسي في الكليب في ثوب المرأة التائهة التي تبحث عن الفكرة التي تضيف لها وتنهض بأغنية “ومعاك”، ولكن الفكرة لم تُوجد وتاه معها المشاهد الذي بحث عن جزء من الفكرة كي يبرر هذا العمل المصور.

تعرض الكليب لإنتقادات عدة على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب أزياء نانسي والفتيات اللاتي ظهرن بالكليب، وطبعاً ليس هناك أي مبرراً لهذه الإنتقادات لأن أي فتاة في المجتمع العربي من مختلف المذاهب والأديان ترتدي “الشورت” القصير و “تي شي رت حفر”، والمشكلة الحقيقية في الكليب ليست في الأزياء لأنها لم تصل الى مستوى “هابط” كما بعض الكليبات، إنما المشكلة الحقيقية في المضمون، لأن الكليب فارغ من المضمون ولا يمكن إعتباره ذلك الكليب القوي الذي كان ينتظره الجمهور.

من يتحمل المسؤولية؟ لا يمكن تحميل نانسي عجرم مسؤولية الفشل في كليب أغنية “ومعاك”، لأن المسؤولية تقع على كاهل نانسي وفريق عملها مجتمعاً والمخرجة ليلى كنعان، وكان لا بُد وأن تُدرك نانسي قبل الشروع بتصوير الكليب بأن فكرة الكليب “عرجاء” ولا يمكن أن تستند عليها من أجل الوقوف، وكان على إدارة أعمالها أن تضع في عين الإعتبار أن هكذا كليبات لا تصلح مع نانسي ولا تليق بإسمها ونجاحاتها التي حققتها وتُحققها، وكان على نانسي وإدارة أعمالها تصوير أغنية باللهجة اللبنانية لأن أغنياتها اللبنانية في ألبومها الأخير قد تساعد المخرج/ة على تقديم مضمون قوي.

لم تصل ليلى كنعان في كليب “ومعاك” الى المستويات التي كانت تُقدمها على صعيد الفكرة والمضمون، ولا بُد وأن تدرك جيداً بأن هذا النموذج من الكليبات لم يعد صالحاً في عام 2018، لأن المنافسة قوية جداً ولم تعد اللوحات الإستعراضية والإبتكار بها من ينقذ الكليب، بل إن الفكرة والمضون الحقيقي من يضع العملالغنائي المصور في خانة التفوق.

لا شك في أن الأخطاء واردة في مختلف المجالات، والخطاً لا يُقلل من قيمة الفنان لأن من لا يُخطئ لا يتعلم، ولا شك في أن كليب “ومعاك” لا يُقلل من مكانة نانسي عجرم ونجوميتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى