NE7NA BN7KI

رأي خاص – اليسا تعطي دروساً مجانية في أغنية “كرهني”

موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف اثنان على نجاح النجمة اللبنانية اليسا في تقديم اللهجتين اللبنانية والمصرية، حيث شكلت معظم اغنياتها حالة استثنائية، ولكن للأغنية اللبنانية بصوت اليسا نكهة لا مثيل لها، اذ تعتبر اغلب اغنياتها باللهجة اللبنانية ضاربة، لم يسبق لها وان أخفقت في أي أغنية لبنانية، ويبقى للجمهور ذوقه في الاستماع لما يلامس وجدانه.

لا أنكر بأنني من عشاق صوت اليسا عندما تغني اللهجة اللبنانية، اذ تعتبر الرقم واحد في ملعب الاغنية الرومنسية اللبنانية، ودائماً ما تبدع في اختيار ما يتناسب مع قدرات صوتها، اذ تنقل المستمع الى حالة من الخيال.

اليسا التي دائماً ما تتميز في اختياراتها، طرحت اغنية جديدة باللهجة اللبنانية من البومها القادم حملت عنوان “كرهني” من كلمات علي المولى والحان فضل سليمان في اول تعاون مع هذا الثنائي المميز، ومن توزيع كميل خوري شقيق اليسا الذي وضع بصمته الموسيقية في البوم شقيقته.

تعتبر اغنية “كرهني” عمل فني نموذجي، ضمت كافة عناصر النجاح، حيث أبدع علي المولى في كتابة نص غنائي يشبه شخصية اليسا، قدمها بقالب جديد، اذ حمل النص جرأة كبيرة في الطرح، حيث أنانية الأنثى، الأنثى التي تمتلك عزة النفس وحُب الأنا، وظهر النص قوياً ومتماسكاً في حبكته، عمد الشاعر الى رسم خطوط الحالة التي تعيشها الأنثى بينها وبين ذاتها، وطرح ما يدور في عقل ووجدان اي فتاة بعد نهاية علاقتها العاطفية، ولم يعمل على الفلسفة بل على الحقيقة التي لا تظهرها الأنثى للعلن بل تحتفظ بها مع نفسها، ويتحكم بها اللاوعي.

على صعيد اللحن، نجح فضل سليمان في تقديم لحن جمع بين الحداثة وروح الماضي، وبدا واضحاً ان اللحن تم تركيبه من اجل صوت اليسا واحساسها، لحن بسيط خالٍ من “الفزلكة” وتكمن قوته في بساطته، اظهر احساس وقوة صوت اليسا التي وجدت نفسها في الجمل اللحنية التي قدمها فضل سليمان، اما التوزيع الموسيقي شكل عمقاً اساسياً مع الكلمة واللحن، وعمل كميل خوري على اثبات ذاته بأنه موسيقي بإمتياز.

بين الذكاء في الاختيار، والابداع في الاداء، فرضت اليسا معادلة فنية جديدة في أغنية “كرهني”، ووجدت نفسها من جديد في الاغنية اللبنانية، وقدمت دروساً مجانية لمختلف النجمات اللبنانية في كيفية اختيار الاغنية الضاربة والناجحة، وما حققته الأغنية في الساعات الاولى من صدورها يؤكد على أن اليسا حالة استثنائية تلعب في ملعبها الفني الخاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى