اخبار

“ذكرياتي” نقلة فنية نوعية عنوانها كارول سماحة ومروان خوري

نحنا – بيروت: أطلقت الفنانة اللبنانية كارول سماحة قبل أيام على تطبيق أنغامي ألبومها الجديد الذي حمل عنوان “ذكرياتي”، وضم الألبوم 11 أغنية منوعة بين اللبناني والمصري، وقدمت أنماط موسيقية مختلفة بين الطربي الشعبي والرومنسي والإيقاعي.

لا شك في أن أغنية “ذكرياتي” من كلمات وألحان مروان خوري وتوزيع ميشال فاضل، تعتبر من أجمل الأغنيات الرومنسية التي صدرت في السنوات الماضية ويمكن إعتبارها بمثابة نقلة نوعية في الأغنية الرومنسية اللبنانية، اذ تميزت بالصياغة الراقية لأحد المواضيع الذي يعتبر شائكاً وعالقاً لدى الإنسان، حيث أن في ذاكرة الإنسان مجموعة من الذكريات التي لا يمكن أن تندثر مع مرور الوقت مهما كانت تلك الذكريات “حلوة ومرة”، في كلا الحالتين يعاني الإنسان، يعاني من الذكريات “الحلوة” التي تصور مشاهد وصور جميلة عن حقبة قد مضت ويعاني هنا الإنسان من تلك المرحلة التي يتمنى لها العودة، ويعاني من الذكريات “المرة” التي تفتح جروح قد مضت في بعض الأحيان، والذكريات لا علاقة لها بالمكان والزمان والأشخاص بل إنها ذكريات شاملة أي حقبة زمنية بكل تفاصيلها.

في موضوع الأغنة فند مروان خوري تلك الذكريات التي وصفها “بالحلوة والمرة” وكيف تحمل تلك الذكريات الإنسان الى مرحلة زمنية ما، ولم يخطئ مروان عندما إعتبر أن الوقت قد يمحي بعض الذكريات في حين أن بعض الذكريات عصية على النسيان، وكل ذكرى له علاقة بطريق وصديق وحبيب، وأصعب ذكرى تلك التي تستيقظ من سباتها في غفلة من رائحة عطر أو من نغمة موسيقية، ومن التعابير المميزة وصف بعض الذكريات التي تعتبر نادرة بأنها “ذكريات قليلة من السعادة البخيلة” تعابير عميقة في معانيها ووصفها، وأصاب مروان حينما ربط بين الكذب وبين من يدعون النسيان “لو بدي قول نسيت شو بكون كذابة”.

حملت أغنية “ذكرياتي” في جملها اللحنية إنسيابية رائعة في التنقلات والجمل الموسيقية التي صاغها مروان خوري بإحساس أقل ما يقال عنه “فظيع”، عدة جمل موسيقية لا يمكن وصفها حيث إختزل اللحن عصارة ملحن مبدع، وضع في اللحن موسيقى تبعث الراحة، إحساس من عالم أخر، وحمل اللحن في أكثر من جملة رائحة السيدة فيروز وأغنياتها الكلاسيكية الراقية، أما التوزيع الموسيقي الذي صاغه ميشال فاضل يعتبر من أفضل الأنماط الموسيقية، والمميز في الأغنية تلك المساحة التي إستحقها التوزيع الموسيقي في بداية الأغنية، اذ نالت الموسيقى أكثر من دقيقة دون غناء، أما أداء كارول سماحة وإحساسها المرهف يمكن وصفه بالأداء الفريد والإحساس المتزن الذي يدرس في الموسيقى العربية.

لا شك في أن أغنية “ذكرياتي” عبارة عن توليفة موسيقية تؤكد على مدى نجاح الثلاثي كارول سماحة ومروان خوري وميشال فاضل، ولا يمكن عزل هذا الثلاثي وتفضيل عنصر على أخر في تركيبة أغنية “ذكرياتي” حيث أن التكامل الفنية عنوان هذه المادة الفنية الراقية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى