NE7NA BN7KI

رأي خاص – مروان خوري في أولى تجاربه الدرامية استاذ في مدرسة التمثيل

غادة مخول – نحنا: إن الحب شعورعميق يباغتنا فجأة دون استئذان ويجعل من اللهفة مسارًا يقودنا إلى حيث لا نعلم، هذا ما جسَّده لنا الفنان الشامل مروان خوري بدوّره الدافئ والمُتقن في ثلاثية “حنين” من مسلسل “مدرسة الحب” الذي عُرض كعرض أول وحصري على قناة (OSN) والذي سيُعرض قريبًا على قناة “أم بي سي”.

يأتي النّص كقصة قصيرة بحوار بسيط ومجرّد من التعقيدات، بمشاهد غير خيالية أو مفبركة، تشبه حياتنا اليومية وحوارنا البسيط مع الآخرين، يذكّرنا بأفلام ومسلسلات قديمة من الزمن الجميل حيث كان الحوار بسيطًا بين المحبين ليصّل مباشرة إلى المُشاهد الذي يبحث عن البهجة بين خبايا لطيفة وأمور تُقدّم بإطار كوميدي خفيف يحمل مواضيع الحب، الخيانة والأمل. فليس بالضرورة أن يكون العمل الدرامي الناجح مقتصرًا فقط على مقاييس جديّة وقصص معقدة أو مثقلة بالحبكة، فإلابداع قد يكون بسيطًا جدًا بطرحه وواضحًا بهدفه ليلامسنا.

يؤكد لنا “تيم” وهو دور مروان خوري، الشاب المذيع المجتهد، الصادق والمخلص لعمله بأن الأُذن تعشق قبل العين أحيانًا، فيواكب مشاكل وهموم المتصلين به عبر الأثير وتأتي تلك المشاهد بأسلوب طريف كوميدي يشبه مواقف الكثيرين يوميًا، ومن خلالها يغرم “تيم” صدفة بصوت “حنين” الحزينة التي تعاني من جرح الخيانة لتبدأ بينهما قصة حب خجولة قد يمّر بها أي رجل وامرأة في حياتهما العادية ويتجدد الأمل في نفوسهما، فمن هنا يثبت لنا مروان صدقه بالأداء وحضوره المحبب القريب دون أي تكلّف بشخصيته الحقيقية التي تعوّدنا عليها من خلال أعماله الفنيّة والإنسانيّة.

 لقد اختار مروان خوري ما يشبهه بالمرح والإحساس المرهف، وهذا ما يجعلنا نرى إيجابية القصة القصيرة البسيطة والمعبّرة باختصار عن الكثير من الشجن والمعاملة الصادقة التي نفتقد إليها اليوم في ظّل المبالغة الدرامية وسباق النجوم. لقد أعطى مروان بهدوئه كل مشهد حقه وكل كلمة تعبيرها الوجداني الجميل والفكاهي اللطيف.

كتجربة أولى له في عالم الدراما لم يختر مروان عملاً معقدًا ليجبّر نفسه على إبهارنا بتقنيات عالية أوبنصوص تحمل ما بين السطور أو ما لن يصل إلينا، فما قدمه اليوم في الدراما كان مباشرًا بعفويته ولا يقّل شأنًا عن جماليات أعماله الغنائية، فقدّم لنا أغنيته الجديدة بعنوان “كلام الليل” الرائعة كلامًا، لحنًا وتوزيعًا، مختصرة المضمون لتضيف سحرًا خاصًا على محوّر الثلاثية فتحلّق بنا بعيدًا لدقائق معدودة، مختلفة ببصمتها المميّزة عن جميع الأغنيات التي قدمها الآخرون في الثلاثيات المتتالية ضمن هذا المسلسل. كما يضيف مروان خوري رونقًا خاصًا بأغنيته “مدرسة الحب” وهي الأغنية الترويجية التي تحمل اسم المسلسل “مدرسة الحب” ذاته خلال فترة عرضه كاملاً.

مروان خوري فنان قادر بجدارة أن يسلّط الضوء على كل ما يتعلق بالرقي والجمال المُطلق الذي لا تأسره الانتقادات اللاذعة والتي لن تؤثر سلبيًا على من يعمل بثقة وإصرار، ويبقى لكل تجربة جديدة خساراتها ونجاحاتها، وكل الأعمال التي يقدمها مروان ترتقي به لأنه من يليق به الأفضل دومًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى