رأي خاص – معين شريف يعود الى سكة الإنتصارات الفنية في أغنية “قطعلي قلبي”
موسى عبدالله – نحنا: بعد أخر ألبوماته “قلبك طيب” الذي صدر عام 2007، إبتعد الفنان اللبناني معين شريف عن سياسة إصدار الألبومات نتيجة عدة أسباب إنتاجية، وإكتفى بإصدار أغنيات منفردة لم تكن ضمن المستوى المطلوب الذي قدمه في ألبوم “قلبك طيب” حيث قدم عدة أغنيات مميزة مثل “قلبك طيب، أصعب كلمة” وغيرها من الأغنيات التي لاقت رواجاً عام 2007.
خلال الأعوام الماضية قدم معين أعمال فنية منفردة لا تتناسب مع تطلعات الجمهور اللبناني الذي يطلب من صاحب الصوت “الصافي” تقديم الأعمال الغنائية التي تشكل نقلات نوعية في مسيرة معين، ودائماً ما كنا نوجه أسهم الإنتقاد نحو معين الذي سقط في فخ الإختيارات الفنية المتذبذبة لعل وعسى أن ينتفض على نفسه ويقدم أعمال فنية ضخمة من ناحية الموضوع واللحن والتوزيع.
يبدو أن معين شريف قد أدرك قيمة الإنتفاضة الفنية وأهميتها في العام 2016 حيث نسق المنافسة المتصاعد، وأيقن أن العمل الفني لا بد وأن يكون على مستوى صوته الفريد من نوعه، ولا شك في أن صوته من أبرز الأصوات في العالم العربي، والعمل الفني الذي يقدمه يجب أن يتناسق كلياً مع ضخامة صوته وإحساسه.
ضمن سياسة التجديد الفني والإنتاجات الفنية الضخمة، أطلق معين شريف أغنيته الجديدة “قطعلي قلبي” من كلمات وألحان فارس اسكندر وتوزيع عمر صباغ، ويُعتبر التعاون الأول الذي يجمع شريف بالشاعر والملحن فارس اسكندر الذي قدم عمل فني متكامل على صعيد الكلمة واللحن، وحملت الأغنية في مضمونها موضوع مميز مزج به اسكندر بين النمط الرومنسي والشعبي، حيث الكلمة الرومنسية التي تُعبر عن الحب، والكلمة الشعبية التي تصف الحب بأسلوب راقٍ.
“قطعلي قلبي” مصطلح لبناني بحت يردده عامة الشعب، حوله اسكندر الى عمل غنائي وصف خلاله قيمة “المعشوق” عند “العاشق”، واستخدم مفردات وتعابير تستخدم للمرة الأولى في عمل غنائي مثل “قطعلي قلبي صوتك، خلي عضامي توجعني، النظر صعب لما بخونك، طفل ع اهلو ملهوف”، تعابير ومصطلحات منوعة ضمتها الاغنية واستُخدمت بأسلوب وصفي منظم.
أما على صعيد اللحن، قدم اسكندر أجمل ألحانه بعدما إحترف التلحين قبل أعوام قليلة، وحملت الأغنية مزيج من نوعين غنائيين، نوع رومنسي وأخر شعبي “جبلي”، حيث النقلات اللحنية المميزة بين أسلوبين مختلفين، وكان أداء معين نقطة قوة لا مثيل لها في الأغنية حيث أضاف نكهات صوته الخاصة على الأغنية لا يمكن أن يقدمها إلا صوت مثل صوت ابن “اليمونة” الذي تفوق على نفسه، مستخدماً إحساسه وعضلات صوته في آنٍ معاً، اذ لعب على مختلف الطبقات متنقلاُ بكل سلاسة بين القرار والجواب. أما التوزيع الموسيقي كما اللحن والكلام، استطاع عمر صباغ أن يقدم نوع موسيقي هادئ جداً في إفتتاحية الأغنية قبل أن يتحول التوزيع الى موسيقى شعبية مختلفة.
يعود معين شريف الى سكة الإنتصارات الفنية في أغنية “قطعلي قلبي” والتي تُشكل إنطلاقة جديدة للصوت اللبناني المميز، ولا شك في أن الأغنية التي سيتم تصويرها مع المخرج سعيد الماروق ضمن إنتاجية ضخمة من أجمل الأعمال الفنية للعام 2016.
أغنية “قطعلي قلبي”:
https://play.anghami.com/song/16611946?bid=%2FaB1b%2F5JMRnfMKXv
