NE7NA BN7KI

رأي خاص – ارحموا عزيز قوم ذل وكفى مزايدات وطنية على صابر الرباعي

موسى عبدالله – نحنا: لا تقوم النزاعات على الحروب العسكرية والإقتصادية والسياسية فقط، بل تأخذ طابع أخر عنوانه الثقافة والفن، حيث الحروب الفنية والثقافية، وحاولت دولة الإحتلال “إسرائيل” منذ عام 1948 إبعاد فلسطين عن النسيج العربي من خلال التهويد الثقافي والحضاري وضرب الفن الفلسطيني بكافة الطرق المتاحة من أجل عزل فلسطين عن المحيط العربي، وسعت إسرائيل بشتى الطرق الى منع الفنانين الفلسطينيين من الخروج خارج فلسطين لأن صوت الفن يشكل خطراً على إسرائيل التي لا تحبذ بتاتاً نجاح الفلسطينيين والعرب لأن تلك الخطوة تساهم في إيصال فلسطين الى العالم العربي والعالم أجمع.

خلال اليومين الماضيين هزت مواقع التواصل الإجتماعي صورة جمعت النجم التونسي صابر الرباعي مع أحد “ضباط” الجيش الاسرائيلي، وتعرض الرباعي لموجة من التخوين على خلفية تلك الصورة وسط إتهامات له بالتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وهذا ما نفاه أمير الطرب العربي جملةً وتفصيلاً مؤكداً على تمسكه بالقضية الفلسطينية وقضايا العالم العربي، وجاءت الصورة خلال زيارة الرباعي الى دولة فلسطين حيث أحيا حفلاً فنيا في منطقة “الروابي” في الضفة الغربية.

بعد إنتشار الصورة، خرجت الأبواق الصحفية من كل حدبٍ وصوب، إتهامات للرباعي بالخيانة والتطبيع والتشكيك بوطنية الفنان العربي الذي كان هدفه الوحيد زيارة فلسطين من أجل إعلاء راية الفن في الأرض التي تعاني من تهميش فني وثقافي لا يقل خطورة عن الحصار الإقتصادي والعكسري والسياسي، ولم يكن الرباعي يعلم أن زيارته لفلسطين سوف تضعه موضع الإتهام والتخوين، وكأن زيارة فلسطين باتت محرمة دولياً وعربياً، وكما يقال “ارحموا عزيز قوم ذل” لأن الرباعي لم يخطئ في زيارته الفلسطينية، ولن نشكك بوطنيته البتة، لأن الهدف الوحيد من تلك “المعمعة” الحاصلة هو ضرب العرب ببعضهم البعض وهذا ما نجحت به اسرائيل حتى هذه اللحظة، حيث إنقسمت مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد ومعارض للنجم التونسي.

من لا يعرف المكر والخبث الصهيوني فإنه جاهل، لأن اسرائيل دائماً ما كانت تسعى الى اثارة البلبة وخلق الإنقسامات بين العرب، وما جرى مع صابر الرباعي لا يمكن وضعه الا في تلك الخانة، ومن يتابع ردود الصحف العربية وشبكات مواقع التواصل الإجتماعي يدرك أن اسرئيل قد نجحت في مخططها التقسيمي، في حين أن العرب لا يتشاطرون الا على بعضهم البعض، ومن أشطر منهم في المزايدات الوطنية اذ لا يتذكرون فلسطين الا بمثل هكذا مواقف، بينما فلسطين تعاني يومياً من بطش المحتل الإسرائيلي.

ما حصل مع صابر الرباعي مخطط مدروس من قبل اسرئيل، هدفه زرع الفتنة بين صابر الرباعي وجمهوره الفلسطيني والعربي، وما قامت به مواقع الحكومة الإسرائيلية على موقع تويتر من نشر صورة الرباعي والضابط الإسرائيلي دليلاً واضحاً على تلك المؤامرة الإسرائيلية، وفيما يتعلق بالإتهامات التي طالت الرباعي لا بد أن تقف عند حدها وكفى مزايدات وطنية على صابر الرباعي وغيره، وعلى أهل الصحافة والإعلام وجميع رواد مواقع التواصل الإجتماعي أن يدركوا خبث الصهاينة في نشر بذور الفتن بين العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى