NE7NA BN7KI

رأي خاص – مروان خوري مهندس المعادلات الفنية

موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف إثنان على الموهبة الفنية الكبيرة التي يملكها النجم اللبناني الشامل مروان خوري والتي تخطت حدود الخيال لأنها موهبة فريدة من نوعها في الفن العربي المعاصر. عندما نقول مروان خوري يذهب بنا العقل في شقيه الوعي واللأوعي إلى عالم الرومنسية والإحساس والكلمة البسيطة في تركيبتها، والمعقدة في معانيها الكبيرة التي تحمل في طياتها ثقافة أدبية وموسيقية لا يملكها أحد من أبناء جيله الشعراء، ويرحل بنا العقل دون إستئذان إلى جمل مروان اللحنية التي يصيغها بأسلوب الملحن الذي أخذه شغفه الموسيقي إلى الإطلاع على كافة الثقافات الموسيقية الشرقية والغربية في دلالة على صلابة ومتانة الملحن الذي لا يكرر نفسه، ويسعى دائماً إلى إبتكار جمل لحنية مميزة على الصعيدين الرومنسي والطربي والشعبي.

أسس مروان خوري إسمه الفني على أساس الفن الراقي في زمن تحول خلاله الفن إلى سوق تجاري يدخل زواريبه كل شخص يسعى إلى الشهرة، وما فعله مروان بعد إقتحامه الساحة الفنية هو تثقيف الناس موسيقياً وأدبياً من خلال مدرسته الفنية القائمة على الإبداع وخلق مادة فنية معاصرة مع الحفاظ على إرثنا الفني، وما يحسب له أيضاً عدم تقليده الأخرين بل جعل الأخرين يلهثون وراء كلماته وألحانه التي دائماً تصيب وتحقق النجاحات دون النظر إلى ما يقدمه الأخرون. وقد سعى صاحب “مدرسة الحب” إلى بناء قصر فني ضم أجمل التحف الفنية التي قدمها بصوته المثقف موسيقياً وبإحساسه الذي أصبح ماركة مسجلة في أرشيف الأغنية الرومنسية والعاطفية.

لم يكن مروان خوري ذلك الفنان الأناني المغرور الذي لا يحب الخير للأخرين، بل كان هو الخير وعنوان النجاح لفئة كبيرة من النجوم اللبنانيين والعرب، وقدم لهم أجمل الكلمات والألحان وجعل منهم نجوم بفضل تلك الأعمال الفنية التي قدمها لهم عن طيب خاطر، وفي أحيانٍ كثيرة فضل بعض النجوم على نفسه ومنحهم أجمل الأعمال الفنية التي كان يرغب في تقديمها، ومد يده للتعاون مع غيره من الشعراء والملحنين، وأغنيته القادمة “مرقت سنة” من كلمات الشاعر السوري يوسف سليمان وألحان الملحن اللبناني محمود عيد.

مهما إشتدت الرياح التي عصفت بوجه مروان خوري خلال الأعوام القليلة الماضية، ومهما حاول الأفراد وشركات الإنتاج التأثير على مسيرته الناجحة، يبقى ملك “كل القصايد” هو الرقم الصعب الذي يحتاجه الأخرين، ولا يكتمل نجاح بعضهم إلا عندما يكون رقم مروان خوري في البداية والنهاية لأن الأرقام لا تكتمل دون رقمه، ولا تحقق أي معادلة فنية النجاح إن لم يكن مروان خوري مهندس تلك المعادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى