NE7NA BN7KI

رأي خاص – مروان خوري حالة من الإبداع المتواصل وماذا بعد أغنية “يا بتكون لئلي”؟

موسى عبدالله – نحنا: تخطى النجم اللبناني الشامل مروان خوري حدود سماء، وربما بات يكتب ويلحن ويغني في عالم أخر يشبه إحساسه ونظافة فنه وأخلاقه، وربما لا نستحق أن يكون في عالمنا الملوث والملطخ في الدماء والقتل فنان كما مروان، يبدع ويتألق ويتنقل من أغنية إلى أغنية، يلهث وراء كلمته يحن عليها بألحانه، كي تصبح أغنية ناضجة ومتكاملة كلاماً ولحناً وأداءً.

في كل مرة يطلق صاحب مروان خوري عمل فني جديد يحتار الفكر في صياغة كلام يتناسب مع الحدث الفني الذي يتحفنا به مروان، حالة من العجز والصمت قبل التعبير، ولو كان الصمت يُكتب على الورق لكان أكثر تعبيراً من الكلام، يصمت اللسان أمام أعماله الراقية، يصاب في صدمة إيجابية، تتعثر الكلمات في وصف كل جديد يقدمه.

من إبداعاته المتواصلة أطلق مروان خوري “تيتر” مسلسل “مذكرات عشيقة سابقة” وحملت الأغنية عنوان “يا بتكون لئلي” من كلماته وألحانه وغناءه وتوزيع شقيقه داني خوري، وأمام هذا العمل الجديد لا بد لأقلامنا أن تنصف صاحب الإبتكار الذي لا يسقط في فخ التكرار بل يخوض في أغنية تحدٍ جديد ومختلف عن تحدياته الغنائية السابقة، يخصص الوقت ويضع الأفكار موضع التنفيذ كي يخرج للنور عمل فني مهذب ومحترم.

“يا بتكون لئلي” عمل فني مميز لم يفسح خلاله مروان أي مجال للنقد لأنه تخطى مرحلة التعليقات والإعجاب والإندهاش بأعماله الفنية حيث بات الإعجاب سمة لا تفارق كل ما يقدمه. مفردات جديدة لا يجرؤ أحد من الشعراء على إستخدامها لأن تلحينها قد يكون صعباً عند بعض الملحنين، ولكن عند مروان لا يوجد للصعوبة مكان، بل إن الصعوبة وجدت من أجل عباقرة مثل مروان خوري، وما شهدته أغنية “يا بتكون لئلي” من إسخدام بعض التعابير والمصطلحات الجديدة في وصف حالة العشق معتبراً أن بينه وبين الحبيبة سلم وحرب وأن حبه مثل الشمس دافية ولكن نارها حارقة، وصاغ مروان موضوعه بطريقة جديدة على صعيد الوزن وأثبت أنه يغرد في عالم شعري خاص به.

 أما اللحن الرومنسي الذي صاغه بحرفية السنوات الماضية وثقافة الملحن ودراسته الموسيقية أصاب الروح والمشاعر والأحساسيس، ضم جمل لحنية خطيرة، ونقلات وتكنيك على مستوى متطور، أما الأداء ليس بجديد على مروان بأن يكون بهذا الرقي والإحتراف حيث الإحساس المرهف، وشكل التوزيع الموسيقي نقطة قوة الى جانب الكلمة واللحن ويعتبر من عناصر نجاح الأغنية ووصولها إلى كل مستمع راقٍ يبحث عن أعمال فنية تنظف سمعه.

مرة جديدة يعجز القلم عن التعبير عن مروان خوري وأعماله الفنية لأنه أيقونة وحالة إبداعية لا مثيل لها في العالم العربي، وفي كل مرة يتحفنا ويجعلنا نتساءل ماذا بعد؟

للإستماع إلى أغنية “يا بتكون لئلي” عبر هذا الرابط:

https://play.anghami.com/song/21800298?bid=/aB1b/si9YQ9upAB

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى