نحنا بنحكي – بين الموهبة والصبر.. قيس شيخ نجيب وصل القمة
موسى عبدالله – نحنا: يُقام التمثيل على أُسس الموهبة والإبداع، والعمل على تطوير الموهبة ورسم خطوطها العريضة للوصول إلى بر الأمان، ولا يُمكن لأي مُمثل مهما علا شأنه أن يصل للقمة من أول خطوة، لأن الوصول صعب، يتطلب صبراً وجهداً وعملاً ودراسة وبحثاً عن الدور والشخصية.
يُعتبر المُمثل السوري قيس شيخ نجيب نموذجاً حقيقياً عن المُمثل الذي إجتهد وصبر ومن ثم نال، عمل على تطوير موهبته وتثقيف نفسه في مجال التمثيل، خاصةً وأنه من ضمن مجموعة بارزة من أفضل المُمثلين السوريين الذين دخلوا مجال التمثيل في وقتٍ واحد.
قدم قيس شيخ نجيب خلال السنوات الماضية أدواراً مختلفة ومنوعة، وقد يكون من المُمثلين المظلومين، لأنه لم يأخذ حقه كما غيره من الممثلين الذين سُلطت الأضواء على أدوارهم وأعمالهم الدرامية، الّا أن ذلك لا يؤثر على حقيقة وموهبة قيس شيخ نجيب، ومن تابع الدراما السورية منذ سنوات ومن ثم الأعمال الدرامية المشتركة، يجد أن قيس شيخ نجيب واحداً من أبرز مُمثلي سوريا ولكن الأضواء سُلطت على غيره.
يُشارك قيس شيخ نجيب في السباق الدرامي خلال شهر رمضان الحالي من خلال بطولته في مسلسل “أولاد آدم“، ويلعب شخصية “سعد“. دور جديد وشخصية مختلفة يُجسدها قيس بحرفية وتمكن وإبداع، يلعب على وتر الموهبة كما يشاء، ينتقل بين خطوط موهبته بكل “سلاسة“، اذ يُعتبر الدور المُنتظر، الدور الذي كان ينتظره ليؤكد من خلاله على أنه موجود.
يذهب قيس شيخ نجيب في أداءه الى القمة، يربط خيوط شخصية “سعد” بقيود من حديد، لا يلف ولا يدور، يقف أمام دوره الجديد مُتحدياً ذاته، لا يُريد منافسة أحد، يسعى نحو القمة، وتقديم أبرز ما لديه، لا ينتظر كلمة مُجاملة من أحد لأنه يُدرك بأن أداءه يُحرك الركود، وينهض بالشخصية نحو بر الأمان الذي يستند على إبداع قيس الذي غاص في شخصية “سعد” بتفاصيلها، اذ يُمثل بُكل تفاصيل وجهه، لا تخونه لغة الجسد، ولا يخونه ذلك المُمثل الباطني الذي يُحرك “الأنا” نحو التفوق.
يضع قيس شيخ نجيب المشاهد في حالة من الدهشة والترقب، ويضع نفسه أمام فرضية جديدة في عالم التمثيل، وصل القمة التي رسم خطوطها بإصرار وصبر ومُتابعة، نال ما يُريد من دوره الجديد، وأثبت أنه من الكبار، وتغافل الإعلام ورواد مواقع التواصل الإجتماعي عن أدواره السابقة كان خطيئة يغفرها لهم لأن المُمثل الناجح من ينظر دائماً الى الأمام بعين التفاؤل.