NE7NA BN7KI

نحنا بنحكي – اليسا وسعد المجرد أعادا الهيبة ل “الديو” بأغنية “من اول دقيقة”.. ديو ذهبي في عصر التطور الرقمي

موسى عبداللهنحنا: لم تشهد الساحة الغنائية في الوطن العربي خلال العقد الماضي أي إبداع فني جديد على صعيد الأغنية المشتركة الديو، حيث فقد قيمته ومكانته نتيجة غياب الفكرة الجديدة والمختلفة على الرغم من وجود مواقع التواصل الإجتماعي التي تساهم في إنتشار الأعمال الغنائية على نطاق واسع.

لم تشهد الساحة الفنية في الوطن العربي ولادة أي ديو حقيقي على الرغم من الديوهات التي صدرت خلال السنوات الماضية، الّا أنها لم ترقى للمستوى الفني المطلوب، اذ يُعد ديو أغنيةجوا الروحالذي جمع النجمان اللبنانيان فضل شاكر واليسا آخر الديوهات القوية، ومن بعدها غاب الديو  إجت السكرة وراحت الفكرة، حتى عادت اليسا بعد أكثر من عقد بفكرة ديو جديد مع النجم المغربي سعد المجرد.

طرحت اليسا وسعد المجرد قبل ٤ أيام ديو أغنيةمن اول دقيقة، وحصد في أيام قليلة ١٢ مليون مشاهدة على اليوتيوب، وإنتشاراً واسعاً بين الجمهور العربي، اضافة الى شبه إجماع جماهيري على إختلاف الديو ونجاحه بشكل غير مسبوق، حيث حقق نجاحاً رقمياً وانتشاراً ميدانياً بين الجمهور العربي، حيث عادت الهيبة للأغنية المشتركةالديوبعدما فقدت قيمته وأهميته.

جاءت أغنيةمن اول دقيقةباللهجة المصرية، وحملت كلمات امير طعيمة والحان الفنان رامي جمال وتوزيع احمد ابراهيم. وقدم الثلاثي توليفة غنائية كاملة العناصر، والبداية من النص، حيث سهولة الكلمة وبساطتها في ترجمة الحب وشرح الحالة العاطفية الصادقة والحقيقية التي يعيشها أي ثنائي، بعيداً عن المبالغة والمصطلحات الصعبة والإطالة في السرد دون ايصال المعنى، اذ جاءت قوة النص ببساطته وسهولة شرحه ونقله للحالة.

على صعيد اللحن، قدم الفنان رامي جمال تركيبة لحنية مفصلة تفصيلاً لصوت اليسا وسعد المجرد، وجاء اللحن عاطفياً رومنسياً يبعث الدفء والفرح والسعادة للروح، لحن مستقيم وصحيح في تركيبته وجمله، قام على الدمج بين أكثر من رؤية لحنية وجملة موسيقية، اذ خدم صوت كل من اليسا وسعد المجرد بطريقة صحيحة ومستقيمة من حيث المغنى والراحة في الأداء.

وشكل التوزيع الموسيقي انطلاقة قوية للأغنية في بدايتها، وساهم في تشكيل عمقاً موسيقياً مع اللحن، ونجح احمد ابراهيم في تقديم موسيقى حسية قائمة على الإحساس والإدراك الموسيقي للحالة، ما ساهم في ابراز الأغنية بطريقة موسيقية غير تقليدية.

على صعيد الأداء، لا يختلف إثنان على أداء اليسا للأغنية الرومنسية، وقدمت صوتها بصورة غنائية متمكنة جداً من كل مفاصل اللحن، أداء ثابت واحساس يُدرس، وراحة كبيرة في غناءها، اذ بدت مرتاحة جداً دون ضغوط ومؤثرات خارجية، وضعت حسها وصوتها بالشكل المطلوب وزيادة أيضا.

من جهته، نقل سعد المجرد الأغنية الى ملعبه وأسلوبه، لم يُقلل من قوة صوته، وقدم الأغنية كما يُحب، على مزاجه وطريقته، وهنا نقطة القوة، حيث غنّى كما يشاء على طبقتي القرار والجواب، ولم يفلت منه صوته أبدا، بل كان متمكناً ومغنياً حقيقياً يلعب في ملعب الرومنسية بأسلوبه وفلسفته الغنائية الخاصة به.

لا شك في أن ديو أغنيةمن اول دقيقةحالة غنائية جديدة، ديو ذهبي في عصر التطور الرقمي، ديو أعاد الحديث بقوة الى الأغنيات المشتركة، ولا شك في النجاح القوي الذي حققه في أيام سوف يفتح الباب مجدداً أمام فكرة الديوهات في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى