موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف إثنان على أن الإستمرارية في الوسط الإعلامي والفني من أهم النقاط التي على الإعلامي والصحفي والفنان وضعها عين الإعتبار، اذ تُعتبر الإستمرارية خير دليل على النجاح، لأن الجمهور من يدعم تلك الإستمرارية، وشهد برنامج “حديثالبلد” من تقديم الإعلامية اللبنانية في مواسمه السابقة إستمرارية لا نظيرة لها، وكان من البرامج التي ينتظرها الجمهور أسبوعيا.
شكلت منى أبو حمزة خلال السنوات الماضية نموذجاً مميزاً عن الإعلام اللبناني والعربي الهادف، ويعتبر برنامج “حديث البلد” من البرامجالتي كانت بمثابة حدث إعلامي إستثنائي، ولعل أبرز عوامل نجاح “حديث البلد” بمواسمه الماضية تنوع فقراته، والإبتعاد عن الإبتزال والموادالإعلامية الرخيصة التي تشكل نواة أغلب البرامج التلفزيونية الحالية، وما كان يحسب للبرنامج المضمون الإعلامي الحقيقي الذي ركزت عليهمنى أبو حمزة وفريق عملها، حيث تناول البرنامج مختلف القضايا الفنية والسياسية والإجتماعية والثقافية بأسلوب يحترم نظر وسمع المشاهد.
بعد الإعلان عن عودة برنامج “حديث البلد” خلال الأسابيع القليلة القادمة، من المؤكد أن هذه العودة سوف تشكل ضربة موجعة للبرامجالتلفزيونية “الهادمة” من ناحية المضمون والأهداف، وتشكل نقطة تحول نحو تصحيح مسار البرامج التلفزيونية على مختلف الفضائيات اللبناني حيث ترفع المنافسة تحو تقديم برامج نوعية.
في ظل العودة المرتقبة، لا يختلف إثنان على أن الحقيقة الثابتة تكمن في أن جمهور “حديث البلد” ينتظر هذه العودة بفارغ الصبر، ومن يتابع مواقع التواصل الإجتماعي يكتشف مدى حماس الجمهور لمتابعة “حديث البلد” الذي حافظ على جمهوره النخبوي على الرغم من سنوات الغياب.
لا شك في أن منى أبوة حمزة تدرك مسؤولية عودة “حديث البلد” وتحمل في جعبتها روح المنافسة والتحدي والإصرار من أجل نجاح الموسم الجديد خاصةً في ظل التغيرات والأزمات والعواصف التي ضربت لبنان، ومن إعتادت على المواجهة والتغلب على الصعوبات لا بد وأن يكونالنجاح حليفها كما المواسم السابقة، خاصة وأنها من الإعلاميات اللاتي يمتلكن ثقافة واسعة، ودائماً ما تسعى نحو تقديم الأفضل والعمل على تطوير قدراتها الإعلامية والذاتية.