موسى عبدالله – نحنا: لا بُد وأن يُدرك أهل الغناء في الوطن العربي، أن النجاح في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة والتبدلات الموسيقية، يقوم بالدرجة الأولى على التجدد والإبتكار والبحث عما هو جديد بعيداً عن الأفكار التقليدية في طرح اغنية وألبوم وحفل.
شهد العام الحالي 2020 أزمة فيروس كورونا التي عطلت الحياة الفنية كما عطلت كافة القطاعات، وكشفت الأزمة عن ولادة أفكار جديدة تماشياً مع الوضع الذي فرضته جائحة كورونا، وأثبتت النجمة اللبنانية نانسي عجرم أنها الأكثر تجدداً وإبتكارا، اذ تعاملت فنياً مع أزمة كورونا بأفضل طريقة ممكنة.
كيف أثبتت نانسي عجرم تجددها وابتكارها في عام 2020؟
نجحت نانسي عجرم في فرض معادلة فنية جديدة خلال أزمة فيروس كورونا، وقدمت حفلان “أونلاين” بطريقتين مختلفتين من خارج الصندوق الفكري التقليدي الذي لم يتمكن غيرها من الخروج من محيطه، والتعامل بذكاء مع حفلات “أونلاين” التي لا بُد وأن تكون مختلفة من حيث المضمون والصورة.
نجحت نانسي عجرم بتقديم حفلين “أونلاين” هما الأنجح والأفضل من حيث الأفكار الجديدة والمختلفة، وتفوقت على النجوم العرب بفرض أسلوب جديد للحفلات لم تنجح شركات الإنتاج الكُبرى بفرضه في الوطن العربي.
كما وتفوقت نانسي على زملاءها بالتصرف والتعامل مع تطبيق “تيك توك” اذ دخلت عالم “تيك توك” بطريقة مهضومة وعفوية، وكسرت خلالها النمطية في دخول مواقع التواصل الإجتماعي.
على صعيد الأعمال الغنائية، طرحت نانسي عجرم في الأسابيع الأول من عام 2020 عمل غنائي مصور بعنوان “قلبي يا قلبي“، واقترب من تحقيق 30 مليون مشاهدة عبر قناتها الرسمية على اليوتيوب، وقدمت الأغنية “الكلاسيكية” بأسلوب غنائي محبب للجمهور، وقدمت فيديو كليب مختلفاً من حيث الفكرة البسيطة، فارضةً معادلة جديدة على صعيد الكليبات، مفادها أن “البساطة” أهم وأفضل من كتابة “ستوري بورد” يقوم على التعقيد.
وقدمت نانسي عجرم الأغنية الوطنية بفكرة مختلفة عن كل الأغنيات الوطنية التي صدرت تضامناً مع العاصمة اللبنانية بيروت، اذ طرحت أغنية “الى بيروت الأنثى” من قصيدة الشاعر السوري الراحل نزار قباني “الى بيروت الأنثى مع الإعتذار“.
ونجحت نانسي عجرم في تقديم فيديو كليب مختلف لأغنية “الى بيروت الأنثى” تحت شعار الإختلاف والتجدد بالفكرة، وأجمع الكل على ذكاء نانسي في تقديم كليب إنساني وإجتماعي ووطني.
كما وتعاملت نانسي عجرم مع الأوضاع السياسية في لبنان بكل وطنية، جامعة مختلف فئات الشعب اللبناني دون أن تُفرق بين أحد من أبناء وطنها، مُحافظةً على مسافة واحدة من الجميع لأن الفنان ملك الشعب وليس ملك فئة دون آخرى.
وحافظت نانسي عجرم على تفوقها على مواقع التواصل الإجتماعي، محتلةً المرتبة الأولى بمجموع 66,4 مليون متابع ما بين إنستغرام وفيسبوك وتويتر.
هكذا كانت نانسي عجرم نجمة التجدد والإختلاف تحت قاعدة أن النجاح يقوم بالدرجة الأولى على الفكرة الجديدة والمبتكرة، ولا يقوم على إثارة الجدل والأقوال التي لا تُثمن ولا تُغني من جوع.