اخبارتقرير نحنا

خاص – الفنانات وظاهرة “بوز البطة” من منظور علم النفس ولغة الجسد

موسى عبدالله – نحنا: إنتشرت خلال العامين الماضيين ظاهرة duck face  وباللغة العربية “وجه البطة” وأصبحت ماركة مسجلة عند الفتيات اللواتي يبرزن شفاهن تماماً كفم البطة أثناء تصوير أنفسهن، وإنتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في المجتمعات العربية خاصة بعد إنتشار مواقع التواصل الإجتماعي والأجهزة الذكية التي تتمتع بمواصفات تصوير حديثة، حيث نجد أغلبية الفتيات يأخذن هذه الوضعية أثناء إلتقاط الصور ويتم تنزيل الصور على الفيسبوك والإنستغرام.

تخطت هذه الظاهرة حدود الفتيات من عامة المجتمع ووصلت إلى الفنانات العربيات، وباتت الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي التابعة للفنانات خير شاهد على صور النجمات العربيات بوضعية duck face، وخلال عملية البحث ضمن هذه الصفحات يجد المتابع تلك الصور بأشكال مختلفة ولكن الهدف واحد مجاراة الموضة والعادات الجديدة والغريبة التي تجتاح مجتمعاتنا العربية.

حول هذه الظاهرة عند الفنانات قالت دكتورة علم الإجتماع منال فرحات ل “نحنا” أن هذه الظاهرة ليست غريبة عن مجتمعاتنا حيث أن أي شخص عندما يزعل يأخذ هذه الوضعية دون أن يشعر ودائماً نقول له “ليه ضارب بوز”، وأن وجه البطة مرتبط بالشخصية الكرتونية الشهيرة دونالد داك، أما بالنسبة للفنانات فإن هذه اللقطات ليست جديدة عليهن حيث أن الفنانات في المجتمعات الغربية يقمن بمثل هذه الحركات دون أن يأخذ الموضوع أي ردات فعل سلبية أو إيجابية كما يحصل في العالم العربي، وليس عيباً أن تقوم أي شخصية فنية أو من عامة الناس بمثل هذه اللقطات، والفنانة إنسانة مشهورة في المجتمع ولا بد أن تسير على الموضة وتتابع ما يحصل في المجتمع وأن تكون على تواصل وتفاعل مع جمهورها الذي يحب أن يشاهدها قريبة منه ومثله دون أي تصنع ولا يجوز أن نعطي الموضوع أكبر من حجمه لأنها ظاهرة عادية جداً والفنانة يحق لها أن تفعل ما تشاء لأنها قبل أن تصبح مشهورة فإنها إنسانة من المجتمع.

يقول الخبير في لغة الجسد والتواصل الإستاذ جورج مقصود ل “نحنا” أن ظاهرة duck face لا تحمل أي دلالة على لغة معينة أو إشارة معينة وكل ما في الموضوع أنها مرتبطة بالتطور التكنولوجي الحاصل على صعيد أجهزة الإتصال الحديثة وعلاقتها مباشرة مع الكاميرا حيث نشهد الكثير من صور “السيلفي”، وبالنسبة للنجمات العربيات فإن إلتقاطهن لهذه الصور لا يشير إلى لغز معين ومن الغباء أن يقوم بعض الصحفيين بتحليل تلك الصور لأن هذه الصور تلتقط من باب جذب الإنتباه والإثارة فقط وتشبه إلى حدٍ ما غمزة العين أو الضحكة أو “الغمازات” التي تظهر في الصور وتدل على العفوية.

إنقسمت أراء الجمهور بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة عند الفنانات، وإتفقت الأراء المؤيدة على أن من حق أي شخص مشهور أو من عامة الناس أن يتصرف كما يحلو له، وأن هذه حرية شخصية طالما لا تمس بالمعتقدات وكل شخص يلتقط الصورة التي تعجبه، وأي فنانة لها جمهور واسع وكبير وأن صورتها بوضعية وجه البطة عفوية وأفضل من صور الفنانات اللواتي يظهرن مؤخراتهن وينشرن صورهن عاريات و”بالمايوه”. أما الفئة المعارضة فقد إعتبرت أن هذه الحركات تدل على سطحية الشخص والفنانة وتتناقض وتتعارض مع عادات المجتمع وتقاليده والأجدر بهن التركيز على أمور أخرى بدل من التركيز على إبراز شفاههن بطريقة مقززة وتثير الإشمئزاز.

الظاهرة حدث غير إعتيادي لفترة زمنية معينة لا تؤثر في المجتمع إلا إذا كانت ظاهرة علمية لها أهدافها. أما ظاهرة وجه البطة التي أصبحت حديث الناس فمن المؤكد أنها حدث عابر في مجتمع مريض بآفاته الإجتماعية والسياسية والأمنية والإقتصادية، ولا تحمل ما يفيد المجتمع ولا تتمتع بالإستمرارية خاصة وأن النجمات والفتيات العربيات تعودنا على تقديم كل ما هو جديد على صعيد الصورة، ولا نعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل القريب من ظواهر جديدة ومفاجأت ستطغى على كل ما فات، ويبقى السؤال الذي جوابه برسم الجمهور من الفنانة الأكثر جمالاً وجاذبية بوضعية duck face.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى