موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن النجم التونسي صابر الرباعي من أكثر النجوم العرب إيماناً بالأغنية اللبنانية، إذ تشهد مسيرته الفنية على نجاحات متقطعة النظير حققها مع الأغنية اللبنانية منذ أغنية “يللي بجمالك” التي شرعت أبوب لبنان له.
لم تغب الأغنية اللبنانية عن ألبومات إبن تونس الخضراء حيث تفوق على عدد من نجوم لبنان الذين تخلوا عن أغنيتهم اللبنانية لصالح لهجات عربية أخرى، بينما زاد إيمان الرباعي بالأغنية اللبنانية وقدم الأغنيات الرومنسية والطربية والشعبية بل قدم بعض المواويل التي لا يجيدها الا أصحاب الصوت الجبلي.
علاقة صابر الرباعي مع الأغنية اللبنانية ليست وليدة صدفة أو من باب المحاولة وإرضاء الجمهور اللبناني بل إنها علاقة مكانية وزمانية إذ يعتبر لبنان بمثابة بلده الثاني، وهذا ما جعل من الأغنية اللبنانية بالنسبة له كأنها طفلة يحرص عليها ويُقدمها بأسلوب فني مختلف عما يقدمه نجوم لبنان.
بعد النجاحات الساحقة التي حققها مع الأغنية اللبنانية، أطلق أمير الغناء العربي أغنية جديدة باللهجة اللبنانية حملت عنوان “جرحي ما شفي” من كلمات مازن ضاهر وألحان فضل سليمان وتوزيع عمر صباغ، وتُعتبر الأغنية من أدسم الأغنيات باللهجة اللبنانية التي قدمها صابر في مراحل سابقة.
بين الإحساس والطرب والعزف على وتر التفوق والإبداع قدم صابر عمل فني متكامل على صعيد الكلمة واللحن والتوزيع، فقد حملت الأغنية في مضمونها كمية من الوجع والمشاعر التي تُعبر عن الألم من الحب والعشق الذي يتحول الى جرح لا يمكن شفاءه، إذ يُلامس موضع الأغنية إحساس الناس لأن الجرح يُعلم عند الناس ويترك أثراً لأن العذاب في الحب هو الأقوى والتراجيديا في الأغنيات الرومنسية أشد تأثيراً من كلام الحب المُركب.
على صعيد اللحن، قدم فضل سليمان لحن “خُرافي” من كوكب فني لا يشبه الكوكب الذي تدور به الأغنيات حالياً، لحن من أصعب الألحان في تركيبته اللحنية وجمله التي صاغها فضل بطريقة تدل على الإبداع والتطور الملحوظ في أعمال فضل سليمان الذي يُعتبر حالياً من أهم الملحنين الذين يحملون فكر موسيقي متجدد ومختلف، وجمع اللحن بين طبقتي القرار والجواب، لحن طربي رومنسي أظهر مساحات جديدة في صوت صابر، أما توزيع عمر صباغ فقد شكل بُعداً أخر للأغنية حيث حملت الموسيقى ألماً لا يقل عن الكلمة واللحن.
على صعيد الصوت، أبدع صابر الرباعي بأداءه الذي قام على الجمع بين الإحساس وقوة الصوت، فقد تفوق على نفسه في أغنية “جرحي ما شفي” حيث الصدق في الأداء والإحساس الذي يُدرس دون أي مبالغة، وما يحسب له إختياره الصائب للأغنية والتي لا يجيد غناءها الا صابر الرباعي الذي يُعتبر علامة فارق في الأغنية اللبنانية.
للإستماع الى أغنية “جرحي ما شفي” الضغط على الرابط:
https://play.anghami.com/song/27440234?bid=/aB1b/urV3qkGR2G