موسى عبدالله – نحنا: يبدو وأن الفنان اللبناني رامي عياش قد فقط رؤيته الفنية التي كانت تُميزه قبل أكثر من 13 عام، اذ بات في كل أغنية جديدة يُقدمها لا يعمل على تقديم عمل فني متكامل حيث يسقط في بعض الفِخاخ، إما نص غنائي ركيك أو لحن ضعيف يفتقد للتجديد والإختلاف.
أطلق رامي عياش يوم أمس الثلاثاء أغنية جديدة حملت عنوان “في مكان” من كلمات منير بو عساف وألحان رامي عياش وتوزيع داني حلو، والأغنية من اللون الرومنسي اللبناني.
قد تكون أغنية “في مكان” بالنسبة لجمهور رامي من الأغنيات الضاربة، إذ يُعتبر الجمهو بمثابة المتلقي الذي يستقبل أي أغنية من فنانه المفضل حتى لو كانت “طرطوقة”، ولكنها ليست تلك الأغنية التي يُقال عنها بأنها عمل فني متكامل وتوليفة فنية من عالم آخر كما يُردد “فانزه” على مواقع التواصل الإجتماعي وكما “طبل وزمر” لها بعض الصحفيين بعد دقائق من صدورها.
يُعتبر الموضوع من ركائز أي عمل غنائي، وحملت أغنية “في مكان” موضوع حقيقي وصادق صاغه منير بو عساف بأسلوب واقعي بعيداً عن الفزلكة، نص قوي جسد خلاله العلاقة الترابطية بين العاشق والمكان إذ يُعتبر المكان من أكثر الأشياء التي تفتح باب الذكريات التي لا تموت لأن المكان أوفى من الإنسان ودائماً ما يضع المكان كل إنسان أمام تحديات وصعوبات تُعيق عملية النسيان، وتفوق منير بو عساف في نصه حيث التعابير والصُور الحقيقية التي تضرب على الوتر.
لم يكن اللحن الذي صاغه العياش بقوة الكلمة، لحن “مسلوق” لم يُقدم خلاله رامي أي جديد ومختلف عما قدمه في الأغنيات التي لحنها، يعتمد فقط على المبالغة في الأداء عند “قفلة” المقاطع كي يُغطي العيوب في الجمل اللحنية، لحن متكرر يُشبه ألحانه التي سمعناها في بعض أغنيات رامي مثل أغنية “جبران” وأغنية “ضمني” تتر مسلسل “لأخر نفس”. يفتقد اللحن للإحساس والجُمل التي تشد المستمع وتُرغمه على الإعتراف بأهمية اللحن، جُمل موسيقية لا يمكن إعتبارها بأنها لحن وكأن رامي يُسمع إستظهار لغة عربية، فلسفة مبالغة بها عند “قفلة” كل مقطع حتى يصل إلى حد الإزعاج والتأثير السلبي على السمع.
على صعيد التوزيع الموسيقي، لم يُقدم داني حلو ما يشفع للأغنية حيث الرتابة والملل وكأنه تأثر باللحن الذي أصاب الأغنية بمقتل، إذ أثر سلباً على التوزيع الموسيقي.
نص قوي، لحن “مسلوق”، توزيع مُمل، أداء أشبه بإلقاء إستظهار عربي، جميعها عناصر أغنية “في مكان” التي لا يُمكن إعتبارها بأنها قنبلة ضاربة، ولا بُد وأن يُعيد رامي حساباته في موضوع التلحين ويخرج من عباءة الملحن ويترك الخبز للخباز لأن التجارب الأخيرة تؤكد على فشل رامي الملحن مما أثر سلباً على أغنياته.