موسى عبدالله – نحنا: يُعتبر إسم “ليلى” من الأسماء التي تنضم تحت خانة السهل الممتنع، وتداوله العرب على نطاق واسع على مر العصور، اذ يتميز بسهولة لفظه وحفظه، اضافة الى جمال معانيه، حيث يدل على النشوة والظلام الشديد، وارتبط بالليل اذ يُقال “ليلة ليلاء” اي شديدة الظلام.
يُعتبر إسم “ليلى” من الأسماء التي كتب عنها الشعراء العرب منذ أيام الجاهلية، وكانت “ليلى” بطلة الأبيات الشعرية والروايات، ولعل أشهرالروايات التي تناقلها العرب قصة الشاعر قيس بن الملوح الذي عشق ابنة عمه ليلى العامرية، ولُقب قيس ب “مجنون ليلى”، وأثرت حكايته مع ليلى في الشعر العربي، وأصبح إسم “ليلى” من الأسماء التي تُلهم الشعراء.
في العصر الحديث، يُعتبر الشاعر المصري الراحل أحمد شوقي من الشعراء الذين تأثروا بإسم ليلى، وكان له مسرحية “مجنون ليلى” التي أصبحت أوبريت غنائي من غناء الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب والفنانة الراحلة أسمهان.
هذا وكتب الشاعر السوري الراحل نزار قباني قصيدة “أمشاط ليلى العامرية” التي تُعتبر من القصائد “العميقة” في المعنى والوصف.
تُعتبر قصيدة قيس بن الملوح “يقولون ليلى بالعراق مريضة” من القصائد التي تحولت الى عمل فني خالد في مكتبة الموسيقى العربية، اذ حولها الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي الى أغنية من أجمل الأغنيات، حيث ساهم في انتشار تلك القصيدة.
دخل إسم “ليلى” في الشعر الغنائي، ويُعتبر من الأسماء الأكثر تداولاً في الأغنيات العربية، وتعود أسباب ذلك سهولة الإسم ولفظه وحفظه وسهولة تلحينه، وتُعتبر أغنية الفنان اللبناني الراحل وديع الصافي “الليل يا ليلى” من أجمل الأعمال الفنية التي تحدثت عن عشق ليلى، أماقصيدة “أنا وليلى” التي غناها الفنان العراقي كاظم الساهر، تُعتبر ملحمة غنائية، أبدع خلالها القيصر العراقي في اللحن والأداء.
يبدو وأن الفنان اللبناني الراحل ملحم بركات، كان من أشد المعجبين بإسم ليلى، حيث كانت محور اهتمامه في أغنية “علاواه يا ليلى”، وقدم الفنان التونسي لطفي بو شناق أغنية حملت عنوان “ليلى” اضافة الى الفنان الجزائري الشاب خالد الذي غنّى أغنية حملت عنوان “ليلى”.
من جهته كان للفنان اللبناني فارس كرم عشق مع إسم “ليلى”، اذ قدم أغنية “مجنون بني عامر على ليلى”، اذ كان متأثراً بقيس بن الملوح وعشقه لإبنة عمه “ليلى العامرية”، كما وقدم الفنان المصري محمد حماقي أغنية بعنوان “ليلى“.
لا شك في أن إسم “ليلى” سوف يبقى مسيطراً في الشعر العربي بنوعيه الفصحى والعامي، وعندما يتحول الإسم الى أسطورة في الشعر والروايات، يكون قد وصل الى مرحلة لا يمكن لأي إسم أخر أن يحل مكانه، وتشهد العصور على ذلك.