NE7NA BN7KI

رأي خاص – مسلسل “متل القمر” ضربة تعيق تطور الدراما اللبنانية

موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الدراما اللبنانية شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً على صعيد الإنتاج والأداء والإخراج، وإنعكس ذلك إيجاباً على نجاح الممثل اللبناني في الأعمال العربية المشتركة التي بات الممثل اللبناني جزء لا يتجزأ من تركيبتها والشواهد كثيرة ومن يتابع الدراما العربية المشتركة يكتشف المكانة التي وصل لها بعض الممثلين اللبنانيين.
في ظل النهضة التي تشهدها الدراما اللبنانية مؤخراً، قدم المنتج اللبناني مروان حداد الذي له فضل كبير على الدراما اللبنانية ويعتبر عراب الدراما ومكتشف الممثلين الأول، مسلسل “متل القمر” من بطولة وسام صليبا وستيفاني صليبا وبطولة نخبة من الممثلين اللبنانيين، والمسلسل عبارة عن قصة مقتبسة من مسلسل “ماريمار” المكسيكي وكأن المشاهد اللبناني قد إشتاق الى زمن الدراما المكسيكية التي إجتاحت الدول العربية في تسعينات القرن الماضي قبل أن تتكفل الدراما التركية بالإجتياح.
مسلسل “متل القمر” الذي شارف على إسدال الستار على الجزء الأول منه، تعرض خلال عرضه على شاشة “أم تي في” اللبنانية لوابل من الإنتقادات وسط إجماع على فشل “المسلسل” وأبطاله ومنتجه مروان حداد الذي سقط في فخ منافسة الدراما العربية المشتركة من خلال مسلسل لبناني بطابع مكسيكي لعل وعسى أن تنجح هذا التركيبة الجديدة في تقديم مادة جديدة للمشاهد اللبناني، ولكن قد فات المنتج مروان حداد أن زمن اول قد تحول، ولم يعد المشاهد اللبناني أمياً أو غبياً يتقبل أي مادة تُقدم له، بل أصبح مواطن ناقد يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي للتعبير عن رأيه بما يعرض على الفضائيات اللبنانية والعربية.
أخطاء مميتة لا يمكن أن يسقط بها المبتدئين في العمل الدرامي سقط بها مسلسل “متل القمر” وسقط معه فريق عمل المسلسل بمختلف كوادره، نص ضعيف تم تحريفه من قبل الممثلة ستيفاني صلبيا التي تخوض أولى تجاربها الدرامية، وكشفت كاتبة المسلسل داليا حداد عن تحريف السيناريو وأكدت على أن النص تم تحريفه من قبل ممثلة هاوية. إخراج ركيك لا يمت للحرفية والمهنية بصلة، مشاكل بين المنتج مروان حداد والمخرج نبيل لبس الذي إنسحب من المسلسل بعدما أشرف على إخراج أكثر من نصف الحلقات، وأكد مروان حداد في مقابلة إعلامية أن نبيل لبس لا يفقه بالإخراج، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تم التعاون مع نبيل لبس طالما أنه فاشل في إخراج المسلسلات.
أخطاء إخراجية فادحة لم تمر حلقة من المسلسل إلا وكانت الأخطاء الإخراجية حديث الجمهور على مواقع التواصل الإجتماعية، ومن تابع المسلسل كشف نقاط ضعفه، وعلى سبيل الذكر لا الحصر يجسد “متل القمر” حقبة زمنية معينة بينما المظهر الخارجي للمثلين يتطابق تماماً مع عصر اليوم، قصة لا تمت للواقع اللبناني ومهما حاول المنتج مروان حداد تبرير ذلك بأن الدراما ليس من شروط نجاحها أن تكون واقعية وتنقل المجتمع الذي تعرض به، فإن المواطن اللبناني والعربي قد إكتفى بالمسلسلات المكسيكية والتركية والهندية والكورية، ويحتاج الى دراما جديدة تلامس واقعه وتنقل أوجاعه.
على صعيد التمثيل، راهن مروان حداد على إسم ستيفاني صليبا وراهن على نجوميته وأن عقود العمل ستنهال عليها بعد المسلسل، ولكن الحقيقة المؤلمة أن ستيفاني صليبا لم تقدم ما يشفع لها، حيث أن موهبتها تكاد تكون معدومة على الرغم من المحاولات في تدريبها قبل المسلسل إلا أن تلك المحاولات ليست كافية بأن تجعل منها ممثلة، لأن مهنة التمثيل لا تحتاج الى وجه جميل وقوام رشيق بل تحتاج الى موهبة حقيقية تتكامل معها تلك العوامل.
مسلسل “متل القمر” ضربة تعيق تطور الدراما اللبنانية التي بدأت تنهض من سباتها وتصل الى العالم العربي، ولا شك في أن “متل القمر” دراما نموذج عن التقليد الأعمى ومحاولة تغاضي عن المجتمع اللبناني الذي يترنح تحت وابل من المشاكل والأزمات التي تصلح أن تكون قصص واقعية تغزو الدراما اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى