نحنا بنحكي – الشامي قلب المعادلة الفنية وهكذا دخل معسكر الأوائل

موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف إثنان على صعوبة دخول نجم غنائي جديد على الساحة الفنية العربية في ظل التبدلات والتحولات الفنية، حيث أن زمن النجوم قد تبدل وأصبح لقب ‘نجم’ صعب الميراث، خاصة وأن باب الدخول الى معكسر الأوائل قد أقفل منذ عقد ونيف من الزمن، الّا أن لكل قاعدة استثناء، حيث كسر الفنان السوري الشامي تلك القاعدة وقلب المعادلة الفنية رأساً على عقب، وأصبح حالة جديدة خلافاً لما اعتاد عليه الجمهور العربي في العقدين الأخيرين.

كسر الشامي الحواجز التي كانت مفروضة على دخول أي نجم جديد لمعسكر الأوائل، وضرب تلك الحواجز في عرض الحائط، متسلحاً بخامة صوت جديدة وموهبة استثنائية في الكتابة والتلحين، رافعاً شعار التحدي، مستنداً على ثقة كبيرة في النفس، وكأنه اعتاد على المنافسة منذ عقدين وليس منذ عامين، طارحاً تساؤلات عدة بين صفوف نجوم الأغنية العربية حول ما فعله في عامين، حيث أدخل الشك في نفوس بعض نجوم الصف الأول للأغنية العربية، اذ يتابعونه بصمت ويتابعون ما يحققه من نجاحات في الواقع والمواقع.

لم يصل الشامي الى سدة النجومية من فراغ، اذ أسس لنفسه هوية غنائية خاصة، ودائماً الفنان الناجح هو الذي يبني خطاً فنياً مستقلا، خطاً جديداً بكل تفاصيله من حيث الكلمة واللحن والموسيقى، ونجح في تقديم مواد فنية مختلفة، استقطب من خلالها شريحة واسعة من الجيل الجديد، مخاطباً إياهم بأسلوب موسيقي عصري، يتماشى مع فكرهم ونظرتهم للحياة. كما وعمل على استغلال ضعف نجوم الصف الأول في عملية التجديد، اذ يعاني معظمهم من كسر الروتين الفني ومخاطبة الجمهور بطريقة غنائية جديدة، حيث أن أغلبهم يعيشون على أرشيفهم الغنائي، دون الدخول في عملية التجديد، ونجح الشامي في ضرب عصفورين بحجر واحد، تقديم مادة غنائية جديدة، واستقطاب نسبة كبيرة من جمهور نجوم الصف الأول.

في نظرة سريعة على الأرقام، حققت قناة الشامي الرسمية على اليوتيوب ١،٦ مليار مشاهدة، رقم مخيف لفنان شاب بأول مسيرته الفنية. كما وبلغ عدد مشتركي القناة ٣،٩٨ مليون مشترك، متفوقاً على نجوم كبار للأغنية العربية، كما وتحقق أغانية عشرات ملايين المشاهدات على تطبيق تيك توك، كما وتصدرت أغانيه ترند الموسيقى على موقع يوتيوب محلياً وعالميا، وتُعد أحدث أغنياته، أغنية “جيناك” مثال جديد عن تصدره، حيث أصبح الفنان العربي الأول على الترند العالمي في يوتيوب، محققاً نجاحاً استثنائياً وحقيقيا، متفوقاً بذلك على نجوم الغناء العرب من المحيط إلى الخليج.

في لغة الواقع، فرض الشامي نفسه رقماً صعباً في الحفلات والمهرجانات، وبات شباك تذاكر بإمتياز في عمر الثالثة والعشرين، حيث أحيا خلال العام الماضي سلسلة من الحفلات الناجحة، كما ويستعد لسلسلة من الحفلات والمهرجانات الجديدة، وكأنه سحب البساط من غيره من النجوم العرب الذين يبحثون عن حفل واحد لإثبات الوجود بعدما كانوا من أبرز نجوم الحفلات في الوطن العربي، ولكن لكل مجتهد نصيب ولكل زمن رجاله، والساحة للأفضل والأشطر الذي كسر الروتين وتخطى حاجز الأغنية العربية التقليدية، وأدرك أن المعركة الفنية تتطلب فناً من خارج الصندوق.

بإختصار مفيد، انه زمن الشامي، ذلك الشاب الذي أثبت في عامين أنه مشروع فنان مختلف، يُدرك جيداً ما يريد، ويعرف في داخله أن المعركة طويلة، ولكنه جاهز لأي تحدٍ ومنافسة، وتبقى النصيحة الذهبية للإستمرار والنجاح أن يحافظ على تواضعه وثقته بنفسه، ومن تواضع لله رفعه.

عن Ne7na Magazine

شاهد أيضاً

نحنا بنحكي – عمر صباغ مدرسة في التوزيع الموسيقي.. حداثة وتمرد

موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن التوزيع الموسيقي من العوامل الأساسية لنجاح أي …