موسى عبدلله – نحنا: اثبت العلماء على مر العصور أن الموسيقى علاج للأمراض وتساعد الانسان على التغلب على بعض الامراض النفسية، بينما يعاني بعض الفنانين من اضطرابات نفسية معينة، ويبدو أن الموسيقى والشهرة والنجومية لم تلعب في صالح البعض، بل اصابتهم ببعض الأمراض النفسية وزادت من عصبيتهم وجعلت البعض منهم يلجاؤن الى الطب النفسي دون الافصاح عن ذلك، حيث أن مصطلح مريض نفسي في العالم العربي لا زال من المصطلحات “المعيبة” كما يظن البعض، في حين أن الأمراض النفسية كما الأمراض الأخرى التي تصيب الانسان.
يعاني معظم نجوم الغناء العرب من ضغوط نفسية بسبب الارهاق والتعب والسهر والتنقل من بلدٍ الى اخر، ولكن هناك فرق بين الضغط النفسي وبين المرض النفسي، لان الضغط ناتج عن العمل ويمكن علاجه من خلال الراحة والاستجمام، بينما المرض النفسي بحاجة الى علاج.
موضوع الأمراض النفسية عند الفنانين ليس بجديد، وتقول اخصائية علم النفس الإرشادي سارة الحاج لموقع نحنا، ان الأمراض النفسية في ارتفاع بشكل عام في المنطقة العربية بسبب الحروب وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي خاصة بعد جائحة كورونا، وفيما يتعلق بالفنانين العرب، فإن نسبة كبيرة منهم يلجاؤن الى العيادات الخاصة واستشارات الاطباء النفسيين وتناول الادوية للحد من العصبية الزائدة، ويعاني معظم النجوم من حالات نفسية تنقسم الى فئتين.
من حالات الفئة الاولى، الخوف من فقدان الشهرة والوحدة والموت والصراع الداخلي المتجسد في قلة الثقة بالنفس وعدم الاقتناع بالذات، اماحالات الفئة الثانية تتجسد بالغرور وعدم التواضع وحب الظهور، وميولهم الدائم الى سماع الاطراء والمديح لان النقد يسبب لهم حالة من الاختناق والعصبية، اضافة الى ان معظمهم يعانون من قلة النوم التي تسبب بإنخفاض نسبة الهرمونات التي تساعد على الاستقرار النفسي.
ليس عيباً ان يعاني الفنان العربي من الأمراض النفسية وأن يكشف عن ذلك، لان طبيعة عمله تعرضه لعدة امراض، ويكمن الذكاء في كيفية تعامل الفنان مع المرض النفسي والتغلب عليه، لان الاستقرار النفسي والداخلي هو السبيل الوحيد نحو النجاح والاستمرارية.