نحنا بنحكي – نجوى كرم بين جرأة المرأة الشرقية والتجدد الموسيقي بأغنية “تعا نقعد”

موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن التجدد الموسيقي يتطلب جرأة من نجوم الغناء وكسر للنمطية في النصوص والألحان والتوزيع الموسيقي، ولا يمكن العزف على وتر التجدد الا من خلال الجُرأة التي تقوم على البحث عن مادة غنائية جديدة تُشكل صدمة للمستمع، وما قدمته النجمة اللبنانية نجوى كرم بأحدث أعمالها الغنائية، أغنية “تعا نقعد” يُصنف تحت خانة التجدد الذي قام بالدرجة الأولى على جُرأة المرأة الشرقية، حيث اختارت نجوى تقديم موضوع غنائي جريء.

قام موضوع أغنية “تعا نقعد” على السهل الممتنع والبسيط في تقديم الفكرة بعيداً عن التعقيدات الشعرية والمصطلحات الصعبة والمبالغ بها، موضوع بسيط ولكنه جريء، حيث دعت نجوى كرم العاشق المعجب بها الى الجلوس سوياً والإعتراف بمشاعره لها، حيث كسرت النمطية المعروفة وبادرت بالإعتراف للمعجب بأنها مستعدة للإستماع له ولكن حقها محفوظ اذ تُدرك جيداً مشاعره، وهُنا كان الذكاء في المقطع الثاني من الأغنية حيث كان كبرياء الأنثى واضح وكما يُقال بالعامية “لم ترميها واطية” حيث قالت “أنا بعرف انو صرلك سنة بتموت عليِّ” واستبقت ذلك الحديث بالتأكيد على أنها لن تعترف له بالحب قبل أن يعترف بمشاعره.

على صعيد اللحن، تمكن كاتب ومُلحن الأغنية عماد شمس الدين من تقديم لحن جديد ومختلف بكل جوانبه الموسيقية، خاصة وأنه “حافظ” بدرجة كبيرة لصوت نجوى ويُدرك جيداً خامتها وما يليق بصوتها من جُمل لحنية، كما وأن نجوى قادرة الى أبعد الحدود على ايصال لحن عماد شمس الدين الى بر الأمان. واستطاع المُلحن بأن يُقدم نجوى بنسخة جديدة ومتطورة وحديثة، قدم طبقة تتناسب مع صوت نجوى حيث رفع طبقة الصوت، اضافة الى غياب الفوارق بين الطبقات، وكان واضحاً الحيوية في الصوت، فالصوت “ما كان نايم”.

قدم عماد شمس الدين لحن “ديسكو بوب” حيث المغنى السريع مع نكهة الراب ما أعطى نشاط وحيوية للأغنية تحت قاعدة أن الأغنية اللبنانية تحمل الكثير من التنوع والإختلاف وليس مجرد نمط واحد وجملة لحنية واحدة، مدركاً أن القوالب تنوعت والهدف الأساسي تطوير الأغنية وتقديمها بأسلوب عصري ومختلف عن الأساليب القديمة والتقليدية.

لا شك في أن التوزيع الموسيقي الذي قام بهندسته وتركيبه هادي شرارة يُعتبر نقطة قوة بأغنية “تعا نقعد” حيث دمج بين أكثر من ايقاع شرقي وغربي، ويُعتبر توزيعاً من خارج الصندوق، تطور وحداثة بتقديم الفكرة الموسيقية بهذا الشكل العصري، حيث شكل التوزيع انسجاماً و تكاملاً مع اللحن بصورة ايجابية.

يُحسب ل شمس الأغنية اللبنانية هذا التعاون مع عماد شمس الدين وهادي شرارة، والإنفتاح الموسيقي نحو نقل الأغنية اللبنانية الى مكان جديد.

عن Ne7na Magazine

شاهد أيضاً

نحنا بنحكي – الشامي قلب المعادلة الفنية وهكذا دخل معسكر الأوائل

موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف إثنان على صعوبة دخول نجم غنائي جديد على الساحة …