موسى عبدالله – نحنا: يُقام التمثيل على أُسس الموهبة والإبداع، والعمل على تطوير الموهبة ورسم خطوطها العريضة للوصول إلى بر الأمان، ولا يُمكن لأي مُمثل مهما علا شأنه أن يصل للقمة من أول خطوة، لأن الوصول صعب، يتطلب صبراً وجهداً وعملاً ودراسة وبحثاً عن الدور والشخصية.
يُعتبر المُمثل السوري سامر اسماعيل نموذجاً حقيقياً عن المُمثل الذي إجتهد وصبر ومن ثم نال، عمل على تطوير موهبته وتثقيف نفسه في مجال التمثيل، حتى تميز بقدرته على تقديم شخصيات معقدة وعميقة، والتنقل بين مختلف الأدوار الدرامية بمهارة.
شارك سامر اسماعيل مؤخراً في مسلسل “العميل” ولعب شخصية أمير“. دور جديد وشخصية مختلفة جسدها بحرفية وتمكن وإبداع، لعب على وتر الموهبة كما شاء، تنقل بين خطوط موهبته بكل “سلاسة“، اذ يُعتبر الدور المُنتظر، الدور الذي كان ينتظره ليؤكد من خلاله على أحقيته في الصدارة والمنافسة بقوة.
ذهب سامر اسماعيل في أداءه الى القمة، ربط خيوط شخصية “أمير” بقيود من حديد، لا يلف ولا يدور، وقف أمام دوره الجديد مُتحدياً ذاته، لا يُريد منافسة أحد، يسعى نحو القمة، وتقديم أبرز ما لديه، لا ينتظر كلمة مُجاملة من أحد لأنه يُدرك بأن أداءه يُحرك الركود، وينهض بالشخصية نحو بر الأمان الذي يستند على إبداع قيس الذي غاص في شخصية “أمير” بتفاصيلها، حيث مثل بُكل تفاصيل وجهه، لم تخونه لغة الجسد، ولم يخونه ذلك المُمثل الباطني الذي يُحرك “الأنا” نحو التفوق.
وضع سامر اسماعيل المشاهد في حالة من الدهشة والترقب، حيث وضع نفسه أمام فرضية جديدة في عالم التمثيل، وصل القمة التي رسم خطوطها بإصرار وصبر ومُتابعة، نال ما يُريد من دوره الجديد، وأثبت أنه من طينة الكبار، ينظر دائماً الى الأمام بعين التفاؤل، وينتظر المرحلة القادمة بفارغ الصبر لإثبات جدارته وتفوقه وطموحه.