موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الأغنية الصادقة تلك التي تنقل أوجاع الناس ومشاعرهم، وتُجسد حقيقة الفراق والإختيارات الخاطئة لأشخاص كانوا بمثابة كل شيء، وأصبحوا فيما بعد “ولا شي” نتيجة نكران الحب والتضحية التي يُقدمها الآخر. “ولا شي” كلمة بسيطة في الظاهر ولكنها عمل غنائي جديد للنجم اللبناني رامي عياش الذي نقل صورة الخذلان كما هي، دون تجميل وتلميع لحقيقة الكسر والوجع الذي يتعرض له العاشق نتيجة تعرضه للطعن وضربات الغدر من الحبيبة التي لم تُقدر نعمة الحب والعطاء.
في ظل التحولات والإنعطافات الفنية، لم يتحول رامي عياش الى حجر شطرنج في اللعبة الفنية، بل حافظ على مكانه وقيمته الفنية، وأراد من خلال أغنية “ولا شي” توجيه رسائل فنية بأن الأغنية النموذجية والحقيقية ما زالت موجودة ولم تتغير، وما تغير هو فكر معظم الفنانين وزحفهم وراء الترند والأغنيات التجارية التي سرعان ما تموت بعد أيام من طرحها. رسائل عديدة حملتها أغنية “ولا شي” ولعل أبرزها تلك الرسالة التي جاءت على شكل أغنية متكاملة صوتاً وصورة.
إختار رامي عياش في أغنية “ولا شي” تقديم نفسه بقالب غنائي جديد، حيث قدم توليفة فنية مختلف من حيث الكلمة واللحن والتوزيع. وجاء النص من السهل الممتنع، بسيط دون مبالغات في الوصف والسرد، بسيط في شرح حالة الخذلان ونقل صورة حقيقية عن الواقع حيث يتعلم الفرد أن يحب في عقله قبل قلبه. كما وجاء الوصف دقيقاً من خلال المصطلحات القريبة من الناس واستخدام المفردات العامية التي يتناقلها الناس فيما بينهم.
على صعيد اللحن، قام اللحن على مقام الصبا الذي يُعتبر أكثر المقامات حزناً حيث عبر عن حالة الوجع والزعل، واستقر على أكثر من نغمة ودرجة. ووضع رامي عياش اضافات خاصة على الجمل اللحنية بأداءه الخاص وأسلوبه الغنائي، حيث “التكنيك” المختلف اذ شكل صوته إضافة حقيقية للأغنية حيث أوصل الأغنية الى بر الأمان نتيجة تمكنه من اللحن واصابة النوتات بأسلوب موسيقي مختلف اذ لم يحصر نفسه على نغمة واحدة، مقدماً درساً في طريقة الغناء على طبقة القرار والتتابع السلمي من درجة الى أخرى بكل راحة.
قدم رامي عياش أغنية “ولا شي” لجمهوره على طريقة الفيديو كليب، وإختار أيضاً “البساطة” والعمل الواقعي الذي يشبه حياة الشباب، مقدماً تجربة حقيقية وجُرأة في التمثيل، وركز الكليب على إظهار حياة العاشق الذي تعرض للأذى المعنوي والنفسي. مشاهد من الواقع مريحة للنظر، بعيدة عن الفزلكة، صورة معتدلة وبسيطة أعادت القيمة للأغنية المصورة التي افتقدت للعمق والستوري بورد التي تشبه الناس وتفاصيلهم.
قدم رامي عياش بأغنية “ولا شي” التكامل الفني بين الصوت والصورة، والتكامل الموسيقي بين عناصر الأغنية، مؤكداً على أنه في مكان مختلف، يُقدم مواد فنية تتناسب مع شغفه وطبيعة فكره الموسيقي ونظرته الفنية الى عالم الأغنية اللبنانية والعربية.
أغنية “ولا شي” من كلمات والحان نبيل خوري وتوزيع تيم.