نحنا بنحكي – قيمة الفنان بمشواره.. لا بالنجاح المؤقت

موسى عبدالله – نحنا: لا يوجد في الفن نجاح مرحلي أو فصلي، فالنجاح الحقيقي لأي مغني/ة مرتبط بالعطاء المتواصل على قاعدة أن قيمة الفنان بإستمراريته، ولا يُقاس النجاح بعمل غنائي واحد مهما كان حجم نجاحه وانتشاره، اذ أن عملية الفهم للنجاح والإستمرارية مُعقدة، وتقوم على مبادئ وأسس معينة، فالنجاح الحقيقي للفنان هو الإستمرارية، لا نجاح مؤقت، تحكمه مُدة زمنية، وتُحاصره الأسابيع والأشهر والسنوات القليلة، وربما الأيام.

يقوم مشوار الفنان الحقيقي على العطاء المستمر، وتأسيس شركة فنية خاصة مستقلة، تؤمن له الإستمرارية لأطول فترةممكنة، ويُعتبر ذلك من أهم أسباب نجاح كبار الأغنية العربية، أمثال أم كلثوم وعبد الحليم ووديع الصافي وفيروز، وغيرهم من العمالقة الذين تخطوا الأزمنة عبر الإستمرارية التي قامت على البحث والإختلاف في تقديم مواد غنائية ضمنت لهم مشوار النجاح، وعبدت لهم طريق الوصول نحو القمة التي حافظوا عليها بناءاً على نظرية أن قيمة الفنان بمشواره وليس بالنجاح المؤقت.

لو ركز العمالقة على النجاح المؤقت، لما قدموا مئات الأغنيات التي ضمنت نجاح مشوارهم،اذ لم يقف أحدهم عند نجاح أغنية أو ألبوم، بل كان هدفهم المشوار الطويل، وبناء مدرسة فنية نموذجية، والعمل من أجل التاريخ الذي يتناول أعمالهم الغنائية وانجازاتهم الفنية، وكان لهم ما أرادوا .

قد يُقدم المغني أغنية واحدة، تحقق النجاحات، ويتحول الى حديث الجمهور، ويختفي بعدها وكأنه لم يكن، والسبب في ذلك لعدم إمتلاكه بعُد النظر وسياسة انتاجية مدروسة طويلة الأمد،  وشهدت الساحة الفنية على نماذج لا بأس بها من الفنانين الذين نجحوا سنوات وكان الإختفاء والغياب حليفهم، فالقيمة الحقيقية للفنان بمشواره وعطاءه المستمر والمتجدد.

لا بُد وأن يقرأ كل فنان موضوع الإستمرارية بطريقة علمية بعيداً عن الغرور الذي يُعتبر مقبرة الفنان، ولا بُد وأن يُدرك كل فنان أن القيمة لا تأتي عن طريق عام وعامين وعشرة، بل من خلال تكريس أعوامه بالعمل والبحث عن الموسيقى الجديدة والإطلاع على الثقافات الموسيقية العالمية كي يضمن مكاناً له في تاريخ الأغنية العربية.

عن Ne7na Magazine

شاهد أيضاً

نحنا بنحكي – عمر صباغ مدرسة في التوزيع الموسيقي.. حداثة وتمرد

موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن التوزيع الموسيقي من العوامل الأساسية لنجاح أي …