NE7NA BN7KI

رأي خاص – أنغام تُحقق الإعجاز الفني في البوم “حالة خاصة جداً”

موسى عبدالله – نحنا: يمر الفرد بتجارب عدة في حياته، تجارب عاطفية وآخرى مهنية وغيرها، ويبقى للتجارب العاطفية أثراً كبيراً في حياة الفرد، تجارب فاشلة وآخرى ناجحة، وجميعها تترك أثراً ايجابياً وسلبياً.

من الصعوبة في مكان ما، جمع تلك التجارب في البوم غنائي واحد، اذ يتطلب ذلك بحثاً عن المواضيع، ودراسة شاملة وعميقة، ولكن مع النجمة المصرية أنغام، لا مكان للصعوبة، اذ تتميز بالذكاء والقدرة على البحث والإختيار المهني، والمبني على اجتهاد وثقافة موسيقية.

قبل شهر، طرحت أنغام ألبومه الجديد من انتاج شركة روتانا، حمل عنوان “حالة خاصة جداً”، وكما يُقال فإن المكتوب واضح من عنوانه، وألبومها واضح من عنوانه، البوم استثنائي على كُل المقاييس.

يضم البوم “حالة خاصة جداً” 12 أغنية، 11 أغنية باللهجة المصرية، وأغنية بالفصحى، كُل أغنية عبارة عن حالة خاصة، تتناول كُل أغنية موضوعاً مختلفاً عن الآخر، لا مجال للتكرار في المواضيع، مواضيع وأفكار عميقة، تتحدث عن كُل فرد، مهما اختلفت تجربته عن تجربة الآخر.

تناول الألبوم حالة كُل فرد، قُصص وروايات مختلفة، تجعل الفرد في حالة من الصمت، يقف أمام كُل أغنية مُتعجباً ومندهشاً من قوة الفكرة، وأسلوب تناولها وطرحها، وسرعان ما يذهب عقله الباطني الى تجاربه الخاصة، يضعه عاجزاً في مكانٍ ما أمام بعض الذكريات المؤلمة، ويضعه فرحاً أمام بعض التجارب الناجحة في حياته.

تناقض في الروايات، كُل أغنية تُعارض الآخرى، حيث ضم الألبوم رواية فرحة وآخرى حزينة، تُحاكي جميعها تجاربنا الخاصة، تضعنا مرة في هدنة ذاتية مع أنفسنا، وتذكرنا مرة في بعض النزوات، وآخرى تضعنا أمام السؤال الأكبر، ماذا سوف نقول للخالق يوم الحساب؟ عن الظلم الذي تسببنا به للحبيب.

في الألحان، اختارت أنغام أجمل الجُمل اللحنية، تلك الجُمل الثقيلة، تنوع واختلاف وتطور وحداثة، ألحان نوعية، تضع كل فنان أمام مسؤوليات كبيرة، وتُشير بطريقة مباشرة الى أن الفنان الحقيقي من يُفضل النوعية، ولا يعتمد على الأعمال الغنائية التجارية، التي سرعان ما تذهب مع رياح الأيام.

تتميز الحان أغنيات البوم “حالة خاصة جداً” بالجودة، وكأن كُل ملحن من صُناع الألبوم، عمل على تقديم أفضل ما لديه، اذ تتنوع الألحان بين الطرب، والطرب الرومنسي، والايقاعي، اضافة الى لحن أغنية “ليلى” الذي قدم أنغام بالفُصحى.

مناهج لحنية جديدة حملها البوم “حالة خاصة جداً”، وكأن أنغام تقول “أنا حالة خاصة جداً”، مطمئنة الى كُل ما تُقدمه، في هدنة ذاتية مع نفسها، لا يُمكن التأثير على ما تُريده، فنانة تهدف الى كتابة التاريخ، ورفع مستوى المنافسة مع ذاتها فقط.

على صعيد الأداء، خرجت أنغام عن المألوف، صبغت أداءها بتجاربها الشخصية، منحت كُل أغنية حصتها، لم تبخل على الجمهور في تقديم لوحات منوعة من الأداء الثقيل المتمكن، حيث الحرفية في تقديم أساليب مختلفة من حيث الأداء، واضعةً احساسها وعُربها النظيفة في تصرف كل أغنية.

يُقال بأن هُناك اعجاز علمي، وفي المُقابل هُناك اعجاز فني، وصلت اليه أنغام في ألبوم “حالة خاصة جداً”، قطعت خلاله مسافات للمستقبل، وأثبتت عن جدارة واستحقاق تفوقها، ورؤيتها الفنية المبنية على منهج فني خاص بها.

استفزني ألبوم “حالة خاصة جداً”، وضعني أمام حالة من الجمود، لم أعرف ماذا أكتب وكيف أبدأ، ولكن الحقيقة، جلعني أحُب الموسيقى، وأستنتج أن الموسيقى العربية بألف خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى