NE7NA BN7KIاخبار

رأي خاص – صفحات النقد الساخرة فقدت المصداقية وخرجت عن الحياد

موسى عبدالله – نحنا: نشأت منذ سنوات قليلة على مواقع التواصل الإجتماعي صفحات وحسابات تحت مسمى النقد الساخر، هدفها إنتقاد المشاهير في مختلف المجالات الفنية في الوطن العربي، ولم يكشف أي من أصحاب هذه الصفحات عن هويته الحقيقية ظناً منه بأن هذه الطريقة الوحيدة للإنتقاد وتوجيه النقد بكل صراحة وحرية.

قد تكون بعض صفحات النقد الساخرة في الوطن العربي والتي لم تتخطى أصابع اليد الواحدة قد عملت في نشأتها الأولى على الإنتقاد بشكل صحيح دون مبالغة وإنحياز، وإستطاعت أن تستطقب عدد لا بأس به من المتابعين الذين يفضلون من ينتقد الفنان الذي ينافس فنانهم المفضل، وأصبحت بعض هذه الصفحات حديث رواد مواقع التواصل الإجتماعي نظراً للمادة التهكمية التي تطرحها عن أغلب النجوم العرب بقالب كوميدي ساخر، أما بعض الصفحات الأخرى فقد إلتزمت سياسة النقد بقالب مختلف هدفه تصحيح المسار الفني أيضاً.

لم تعد التُربة صالحة في الوطن العربي بل أصبحت فاسدة، ويبدو وأن الفساد قد ضرب هذه الصفحات بعد نيلها الشهرة على مواقع التواصل الإجتماعي وإستقطاب آلاف المتابعين، فقد خسرت المصداقية وخرجت عن الحياد، ولم تعد تُقدم أي مادة نقدية حقيقية، بل دخلت المصالح في صلب عملهم، وأصبح المال الفني يتحكم بأغلب هذه الصفحات، أموال طائلة من بعض الفنانين العرب يتم دفعها لأصحاب هذه الصفحات من أجل إنتقاد زملاءهم الفنانين والتجريح بهم وتحجيمهم ظناً منهم بأن هذه الصفحات هي المكان الصحيح.

أصبحت هذه الصفحات بمثابة بؤرٍ للفساد تتحكم بها المصالح والحسابات الشخصية الضيفة حتى وصلت الى تصفية حسابات، لم تعد الواجهة المُفضلة للإنتقاد، فقد خف بريق معظمها، وباتت اللعبة مكشوفة وواضحة للجميع، صفحات تقبض ثمن الإنتقاد من أجل عين “الشاري” الذي يدفع بالعملة الصعبة، صفحات تشن الحروب على بعض الفنانات اللاتي لا دخل لهن بالمشاكل، ويبدو وأن هذه الصفحات تُحب الفنانة “المشلفة” وتفضلها على حساب الفنانة المحترمة.

خرجت هذه الصفحات عن الإجماع الذي كانت تحظى به في بداية عملها، فقد بات عملها يقوم على الإنحياز إلى بعض النجوم على حساب نجوم آخرين، ووصلت الأمور إلى حد التجريح والتطاول على بعض الفنانين، ولا بد وأن تدرك هذه الصفحات أن الشهرة الإفتراضية تماماً مثل الدولارات المزورة، جميلة بالشكل ولكنها لا تُصرف، وهكذا حال جميع الصفحات الساخرة التي بات عملها صفراً لا يُقدم ولا يؤخر، وللمفارقة أن أصحاب بعض الصفحات هم صحفيين لا يمتلكون الجرأة للنقد على حساباتهم الحقيقية.

لا شك في أن الفن العربي بحاجة للإصلاح وتوجيه بوصلته في الإتجاه الصحيح، ولكن لا يمكن إصلاحه عن طريق هذه الصفحات الساخرة التي تعمل كما بعض الصحفيين الذين يتحكم بهم أيضاً المال الفني، والصحافة التي تقبض الأموال لا يمكن أن تُحاسب وإذا تكلمت فإنها تتكلم بتوجهٍ خاص، وهذا حال الصفحات الساخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى