موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الفنان السوري عبد الكريم من أجمل الأصوات الشابة على الساحة الفنية العربية ومن المواهب المميزة التي أنجبها برنامج “آراب أيدول” بمختلف مواسمه، ولكن كما يقال “حظه قليل” من شركات الإنتاج التي لم تنتبه إلى هذا الصوت الذي يمتلك قدرات ضخمة اذ يؤدي كافة الألوان الطربية والشعبية والرومنسية.
بعد تقديمه عدة أغنيات منفردة خلال الأعوام القليلة الماضية، أصدر عبد الكريم حمدان قبل أيام قليلة أغنية جديدة حملت عنوان “صعبيها عليِّ” من كلمات علي المولى وألحان محمود عيد وتوزيع محمود عيد وإيليا نستا وإنتاج عبد الكريم حمدان، وتُعتبر الأغنية من أجمل الأعمال الفنية التي صدرت خلال عام 2017 ولا بد من دعمها والعمل على تسويقها بشتى الطرق لأنها من الأغنيات التي يجب أن تصل ويمكن القول “حرام تموت”.
“صعبيها عليِّ” من الأغنيات الدسمة التي تحمل كافة عناصر النجاح على صعيد الكلمة واللحن والتوزيع والأداء، تميزت في موضوعها الصعب كما عنوانها، حيث صاغ علي المولى موضوع خطير في كافة جوانبه من حيث الوصف وإستخدام العبارات الدسمة التي تُعبر عن حالة العاشق الذي لا يستسلم، إذ يُحاكي الحبيبة بطريقة التحدي اذ يتحدى العواقب التي تضعها من قلة الثقة وتنكيس الوعود، يحارب من أجل الحبيبة حتى يصل للإعتراف بأنه أخر عاشق على الأرض قد يستسلم ويخلع عن نفسه ثوب العشق، يؤكد لها بأنه يحب الصعوبات مهما كانت وقادر على التغلب عليها شرط أن لا تستسلم هيّ الأخرى أمام قلة الثقة.
علي صعيد اللحن، قد يكون لحن أغنية “صعبيها عليِّ” من أجمل الألحان في مشوار محمود عيد، فقد حمل اللحن أسلوب جديد ومختلف حيث الدقة والتركيز في صياغة الجمل اللحنية، اذ قدم محمود عيد نفسه بقالب وأسلوب جديد جمع بين الرومنسية والطرب اذ يتطلب أداء اللحن المزج بين الإحساس وقوة الصوت، لحن أبرز جمالية صوت عبد الكريم في هذا اللون الغنائي، فقد أظهر اللحن إنسابية صوت عبد الكريم، أم التوزيع الموسيقي فقد شكل إضافة نوعية للأغنية.
أبدع عبد الكريم حمدان في أداءه في مختلف الطبقات الصوتية، القرار والجواب، إستند على إحساسه وكأنه يعاني من آلم الحب الذي ظهر في إحساسه، ولكنه أكد من خلال قوة صوته وعضلاته بأنه لا يستسلم بسهولة أمام هذه الصعوبات، فقد قدم الأغنية بأسلوب مميز حيث النوعية في الأداء والثقة بالصوت.
مرة أخرى لا بد من التأكيد على أن هذه الأغنية لا بد وأن تصل الى الجمهور العربي، فهكذا عمل فني نوعي يجب تسليط الضوء عليه، خاصة وأن الساحة الفنية تعاني الى حدٍ ما من شحٍ في النوعية على حساب الكمية، ولا بد وأن يُدرك عبد الكريم أهمية هذه الأغنية ويعمل على دعمها مهما كلفه الأمر، ولا بد وأن تنتبه شركات الإنتاج والتوزيع إلى هذا العمل الفني وتمد يد العون من التسويق والترويج له.