موسى عبدالله – نحنا: تمتلك الفنانة التونسية يسرا محنوش خامة صوت تجمع بين قوة العضلات والإحساس، وتستطيع أن تُسيطر على أداءها بأسلوب محترف اذ تُدرك تماماً أين تستخدم عضلات صوتها، وأين تستخدم إحساسها و” عُربها” المميزة، حيث تنقل المستمع الى حالة فنية راقية.
في عمل فني جديد جمعت خلاله يسرا محنوش بين القوة والإحساس، أطلقت أحدث أغنياتها التي حملت عنوان “يا عمري” من كلمات ناصر الجيل وألحان يسرا محنوش وتوزيع طارق توكل، والأغنية باللهجة المصرية، نقلت المستمع الى جو طربي ورومنسي قل نظيره في الأغنيات الحديثة.
لا يمكن المرور على أغنية “يا عمري” مرور الكرام، اذ تُعتبر عمل فني متكامل من حيث النص واللحن والتوزيع، والأداء الذي تفوقت خلاله يسرا على نفسها. على صعيد النص قدم الشاعر ناصر الجيل موضوعاً نقل صراع المشاعر بأسلوب جديد، مستخدماً عدة صور شعرية خدمت النص، لعب على الكلام ونقل الصورة الى المستمع بطريقة ذكية لا يمكن كشف المعنى من المرة الأولى، نص غنائي قد يظن البعض بأنه بسيط، جمل وتعابير دسمة تشرح الحالة ويشعر معها المستمع بأنها تتحدث عنه.
على صعيد اللحن، أثبتت يسرا محنوش في ثاني تجاربها التلحينية بعد أغنية “ما فينا” على أنها مشروع ملحنة ناجحة، تمتلك ثقافة موسيقية تخولها بأن تكون من أفضل الملحنين في الوطن العربي. قدمت يسرا في أغنية “يا عمري” نموذجاً لحنياً من العيار الثقيل، جمع اللحن بين الاحساس والطرب، وضم “تكنيك” موسيقي مميز ونقلات “سلسلة” بين القرار والجواب، وأظهر قدرات صوت يسرا في الطبقتين، وسط تمكن كبير من مغناها حيث الأداء المحترف، أما التوزيع الموسيقي شكل بُعداُ أخراُ وحقيقياً في التكامل الفني للأغنية، موسيقى مُريحة للسمع، توزيع جمع بين آلات “اللايف” والتوزيع الإلكتروني.
لا شك في أن أغنية “يا عمري” من الأغنيات المميزة في مشوار يشرا محنوش الفني، وتُعتبر “نقلة” نوعية في مشوارها الفني وما قبل هذه الأغنية ليس كما بعده، فقط زادت مسؤوليات يسرا الفنية، ونقلتها الى خانة فنية جديدة لا بُد وأن تستغلها بالشكل الصحيح.