NE7NA BN7KI

رأي خاص – كارول سماحة تُحرج المجتمع الذكوري ونساء الفُرن

موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الفنان الحقيقي والصادق، لا بُد وأن يكون صاحب رسالة إنسانية وإجتماعية الى جانب الرسالة الترفيهية، والفنان الحقيقي إبن بيئته، ينقل قضايا الناس عبر صوته أو أي عمل فني يُقدمه خدمةً للقضايا الإجتماعية والإنسانية.

تُعتبر النجمة اللبنانية كارول سماحة، إبن بيئتها ومجتمعها، ودائماً ما كانت صاحبة رسالة منذ عملها المسرحي وصولاً إلى أحدث أعمالها الغنائية، أغنية “أنا المطلقة” التي صدرت قبل يومين عبر قناتها الرسمية على اليوتيوب.

“أنا المطلقة” قصيدة غنائية، من كلمات علي المولى وألحان وتوزيع ميشال فاضل، قصيدة تكشف عورات المجتمعات العربية، والنظرة الى المرأة المطلقة، اذ يعتبرون “المطلقة” عاهرة، ينظرون اليها وفقاً لحاجاتهم ورغباتهم الجنسية، لأن المجتمع العربي، مجتمع ذكوري، لا يعترف بأهمية المرأة ودورها، وطبعاً هذه النظرة نسبية، تختلف من مجتمع الى آخر.

نعم أنا المطلقة، تعبير قوي، يُسبب إحراج للمجتمع الذكوري الأعوج، يضع الرجال أمام مُحاكمة ميدانية مع الذات، ولا يقتصر ذلك على الرجل، بل يشمل نساء الفرن، اللاتي يضعن شرف المطلقة وأخلاقها تحت رحمة ألسنتهن، يتحدثن عنها بالعاطل، وينهكن شرفها وعرضها، فقط لأنهن متزوجات، ولكنهن أسيرات عقدهن الشرقية أيضاً.

قصيدة “أنا المطلقة”، عمل غنائي إجتماعي إنساني، قدمت خلاله كارول سماحة دروساً في الإختيار والتجدد، والبحث عن الأفكار التي تنهض بالفنان من مرتبة الى آخرى، تضعه في مراتب علماء الإجتماع، الذين يُناقشون في كُتبهم قضايا المرأة والمجتمع، وكسرت كارول بأداءها الإلقائي والغنائي حاجز الصمت حول المرأة المطلقة، وقدمت رسالة قوية تحت شعار “المرأة روح وليست جسد”.

عندما يكون الفكر عاهراً والنظرة الى المرأة جنسية، لا بُد من رسالة تمرد، صرخة تنهض بالمجتمع من فكره المتخلف الى عالم النور، وما حملته قصيدة “أنا المرأة” يُعتبر ضربة قوية لأصحاب الفكر الرجعي، لعل وعسى أن تتغير أحوال المجتمعات العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى