موسى عبدالله – نحنا: بعد غياب طويل عن طرحه للألبومات الغنائية، طرح الفنان اللبناني رامي عياش مؤخراً ألبومه الجديد “قصة حب”، وضم عشر أغنيات منوعة بين اللبناني والمصري.
إعتمد رامي عياش على سياسة تسويقية تتماشى مع التطورات الحالية، حيث طرح أغنيات ألبومه تباعاً عبر قناته الرسمية على اليوتيوب، وتُعتبر سياسة مهمة كي تأخذ كُل أغنية نصيبها من الإستماع والمشاهدة.
تنوع ألبوم “قصة حب” بين الرومنسي والايقاعي والطربي الشعبي، ولكن لم تكن معظم الإختيارات صائبة من الناحية الفنية، اذ تميز الألبوم بثلاث أغنيات، ولم تكن باقي الأغنيات بالمستوى المطلوب الذي يجب أن يقدمه رامي الذي لطالما قدم ما هو جديد ومختلف.
أفضل ثلاث أغنيات:
تُعتبر أغنية “عمر جديد” من كلمات كاترين معوض والحان رامي عياش وتوزيع داني حلو من الأغنيات اللبنانية المميزة في الألبوم، ولم تأخذ نصيبها من المشاهدات على الرغم من جودة النص والتعابير الوصفية التي استخدمتها كاترين في صياغة عمل غنائي حالم لكُل ثنائي عاطفي، وتميز اللحن بالجمل الرومنسية والنقلات السلسة التي وضعها العياش، وقدمها بقالب رومنسي لا بُد وأن يعمل دائماً على تقديمه.
تُعتبر أغنية “وصفولي عيونك” من كلمات نبيل أفوني والحان نور الملاح وتوزيع جان ماري رياشي، عمل غنائي طربي بإمتياز باللهجة المصرية، تميز بالتعابير السهلة بعيداً عن التعقيدات والمبالغات، أما اللحن من الأنماط اللحنية المفقودة حالياً والتي لم غابت عن الفنانين العربي في عام 2019، وسبق وكان لنا في موقع نحنا مقال مُفصل عن أغنية “وصفولي عيونك” التي تُعتبر أيقونة الألبوم والعمل الذي يتناسب مع إسم رامي وتاريخه الفني.
أما أغنية “قصة حب” باللهجة المصرية، من كلمات محمد رفاعي والحان وتوزيع جان ماري رياشي، عمل غنائي رومنسي حالم، تميز النص بالقوة في الوصف وشرح المشاعر بطريقة سهلة، وشكل اللحن والتوزيع الموسيقي القوة المُضافة والحقيقية، اضافة الى أداء رامي المميز.
سلبيات باقي الأغنيات:
كان الأجدر بالبوب ستار لو قدم ميني ألبوم بدل البوم من عشر أغنيات، اذ تُعتبر باقي الأغنيات قديمة في الشكل والأسلوب والطرح، وغاب عنها الإبداع ودقة الإختيار، وتُعتبر أغنية “حابب” قديمة من حيث التوزيع الموسيقي، ويبدو وأن اللحن لم يكن بالشكل الذي قدمه رامي، اضافة الى مبالغة رامي في الأداء.
أما أغنية “بعقلين” يمكن وصفها بالعمل الغنائي الذي يُعتبر بمثابة رد جميل من رامي الى قريته ولكن بطريقته الخاصة، وكان بإمكانه اختيار نصاً أقوى من حيث المصطلحات والتعابير التي بدت ضعيفة في جزء كبير، اضافة الى أن هذه التعابير قديمة ولم تحمل نوع من التجديد والابداع، واللحن سقط في فخ ضعف النص.
أما أغنية “لو أحلامي” افتقدت للعمق في المعنى، وتُعتبر أغنية ضعيفة من حيث اللحن الذي حاول من خلاله جان ماري رياشي تقديم اللهجة البيضا بأسلوب عصري، الا أن اللحن لم يكن متماسكاً وقوياً، وحاول رامي من خلال أداءه اضافة القوة الا أن المبالغة في الأداء لم تخدم رامي.
أما أغنية “أم الدنيا” التي أهداها العياش لمصر، كان الأجدر لو تعاون مع شاعر وملحن مصري كي يأخذ العمل روحاً ونكهة مصرية خالصة، وتدل نسبة مشاهدتها المتدنية جداً “40 الف مشاهدة” الى عدم اقتناع الجمهور بها، اذ لم تتميز من حيث النص واللحن والتوزيع.
أما أغنية “ساعة غروب” قد تكون صالحة لتوقيت وزمان مختلف عن عام 2019، حيث بدت أغنية قديمة في مضمونها، وكان الأجدر بالبوب ستار عدم اختيارها والبحث عن أغنية “ضاربة” خاصة وانها باللهجة المصرية.
أما أغنية “سكاكر السكر” تُعتبر خطأ فني إقترفه رامي، لأن هكذا أعمال غنائية قد يُقدمها الهواة في مصر، ولا تليق بإسم رامي وقدراته الصوتية وتميزه، اذ افتقدت لُكل ما هو مختلف وجديد، وتُعتبر خطوة ناقصة، وكان الأجدر لو لم يصورها ويطرحها على طريقة الكليب.
أما أغنية “بالأفراح” لم تكن عمل غنائي موفقاً من حيث الكلمات واللحن والتوزيع الموسيقي، اذ تُعتبر عمل غنائي بدائي، نص غنائي ركيك لم يشهد أي جديد، واللحن أقل من عادي، وسبق وأن قدم رامي أغنيات أجمل وأقوى تحمل ذات الفكرة ولكن هذه الأغنية خطوة الى الوراء.
لا شك في أن رامي صاحب صوت وموهبة مميزة، ولكن عليه أن يُحسن الإختيار في المرات القادمة، ويعمل على الابتعاد عن مهنة التلحين أو تطوير الحانه، اضافة الى التعاون مع أسماء أكثر قوة خاصة في مصر.
لابأس أن يضم البوم رامي عياش ثلاث أغنيات مميزة تأخذ حقها ويعمل على دعهما أكثر، خاصة وأن معظم الفنانين يقدمون البومات ولا ينجح منها سوى أغنية وباقي الأغنيات لا تُسمع.