نحنا بنحكي – علي المولى العمق الإستراتيجي للشعر الغنائي اللبناني
موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الشاعر الغنائي إبن بيئته، ينقل من خلال مواضيعه الوجه الآخر للمجتمع، ويحمل في فكره ثورة حقيقية، يخرج عن المألوف ويُترجم أفكاره الى نصوص غنائية مختلفة من حيث الفكرة والشكل.
ظهر في الأعوام القليلة الماضية إسم الشاعر اللبناني علي المولى، الذي شكل ثورة حقيقية في الكلمة، وبات واحداً من أهم شعراء الأغنية اللبنانية، شكل خطاً شعرياً غنائياً مختلفاً من حيث النوعية والعُمق الحقيقي في المعني.
تمرد علي المولى على النمطية والأسلوب التقليدي في صياغة النص الغنائي، ورسم خطاً لا يُشبه المألوف و “الدارج” في الشعر الغنائي، بل قدم نفسه بصورة الشاعر الثائر الذي يحمل أفكاراً غريبة ومثيرة للإعجاب، وكأنه ساكن داخل أفكار كل شخص، ينقل ما يدور في عقل كل إنسان، ويُترجم معاناته وسعادته.
لا شك في أن الشاعر الحقيقي يدور في فلك الإبداع، ولا بُد من التمييز بين الشاعر الحقيقي والكاتب الذي يصف كلامه ويقُدمه على أنه نص غنائي صالح للغناء، ويُعتبر علي المولى صاحب منظومة شعرية حقيقية، تفوق على أبناء جيله ومن سبقوه بسنوات في مجال الشعر الغنائي اللبناني، ولا يُنافسه في الكلمة الا أصحاب الكلمة الثائرة والمختلفة، النابعة من ثقافة وأدب.
الباحث الحقيقي يُدرك بأن علي المولى حالياً الرقم الأقوى في مجال الشعر الغنائي في لبنان، والحقيقة أن معظم نجوم لبنان والوطن العربي يسعون نحو التعاون مع علي المولى، حيث يُدرك معظم النجوم بأن التغيير والتجديد في تقديم أغنية مختلفة يكون من خلال التعاون مع علي المولى.
أي عمل غنائي ناجح يقوم في الدرجة الأول على الكلمة والنص، والباحث في نصوص علي المولى يجد النوعية والثقل في مواضيعه، حيث استطاع من أول أغنية أن يُشكل انقلاباً ويُنافس كبار الكلمة، ووصل اليوم الى مكان لا يُنافس الا ذاته، ويتحدى ذاته في كل نص غنائي يُقدمه.
كلمة حق تُقال بأن علي المولى في مكان وباقي شعراء الأغنية اللبناني في مكانٍ آخر، ولا يُعتبر ذلك تقليلاً من قيمة الآخرين، الا أن علي المولى صاحب الكلمة الجديدة والأفكار المختلفة التي لا تخطر على بال أحد.
ما قدمه علي المولى خلال الفترات الماضية ليس الا جزءاً بسيطاً مما يحمل في جعبته الفكرية، والمرحلة القادمة سوف تشهد على أضخم النصوص الغنائية التي تحمل أفكاراً مختلفة ونقلة نوعية، وأسلوباً متطوراً في الصياغة والطرح.
