موسى عبدالله – نحنا: ما أصعب من الغُربة خارج لبنان، الغُربة داخل بلد الأرز، أن تعيش في بلدٍ يُعاني الفساد والطائفية والمحسوبية،يُعاني من شلل إقتصادي، وأعطال أصابت مؤسسات الدولة السياسية نتيجة زعماء لبنان الذين لعنوا “سلاف” الشعب اللبناني.
بنزين، خبز، كهرباء، دولار، بطالة، اتصالات، غلاء، ضرائب، فساد، حرائق، واتساب، مصطلحات تُلازم حياة المُواطن اللبناني، مصطلحاتعكرت حياة اللبناني بسبب أصحاب القرار الذين بمثابة لعنة أصابت لبنان منذ عقود.
قبل 15 عام طرحت النجمة اللبنانية نجوى كرم عمل غنائي حمل عنوان “ليش مغرب” من كلمات روجيه فغالي وألحان وسام الأمير وتوزيعأنطوان الشعك، وصفت بالتحديد ما يمر به الوطن في موضوع واقعي نقل معاناة الشعب اللبناني، وللمفارقة مُنع حينها عرض فيديو كليب“ليش مغرب” من إخراج سعيد الماروق لأنه جسد الواقع ورسم صورة سوداء عن مستقبل لبنان في العام 2020.
“وبتسألني ليش مغرب، وعايش وحيد، بأرض بلادي عشت معذب، شو طالع بالإيد، سرقونا ما حكينا، شردونا بكينا، قالوا رجعوا جينا، سرقونا من جديد“، وصف دقيق لما يمر به لبنان قبل شهرين من العام الجديد 2020.
لبنان ينتفض بوجه الظلم والفساد، مظاهرات متنقلة بين مختلف المناطق اللبنانية تحت شعار لبنان أولاً، لنبقى هُنا في بلدٍ يحمينا لا أن يُشردنا، نبقى هُنا من أجل مصلحة لبنان، لا نُريد الغُربة داخل الوطن، لا نُريد الهجرة خارج الحدود، نُريد العيش بكرامة في دولة المؤسسات، الدولة الإجتماعية التي يحلم بها كل لُبناني مُخلص للأرض والوطن.
بعد اليوم لا نُريد أن يُطرح علينا سؤال “ليش مغرب“، اذ أثبت الشعب اللبناني أنه قادر على التغيير “وطالع بالإيد“، فقد كُسر حاجز الخوف، وإرتفعت أسهم الأمل ببناء دولة حقيقية تجمع اللبنانيين لا الحزبيين والتابعين، دولة القانون والدستور، شرط التمسك بالمطالب والإستمرار بالتظاهر وعدم التراجع عن الحقوق الشرعية لُكل لبناني.