NE7NA BN7KI

جوليا بطرس والثورة في لبنان.. لحظة الحقيقة

موسى عبداللهنحنا: يشهد لبنان منذ مساء الخميس الفائت ثورة شعبية في مختلف المناطق اللبنانية ضد رموز السلطة في لبنان، وسطإجماع على رحيل النظام الحالي الذي لم أشبع اللبنانيين فقراً وجوعاً.

يُقال بأن الفنان إبن بيئته، يتأثر بالعامة، يُساندهم و يثور مع الثائرين، الا أن بعض الفنانين اللبنانيين يبدو وأنهم من كوكبٍ آخر، ومن هؤلاء الفنانة جوليا بطرس، نجمة الثورات بأغنياتها الوطنية، صاحبة الأغنيات التي تُعتبر صديقة الثائر بوجه الظلم، الا أن الأغنيات شيء والحقيقة شيئاً آخر.

إلتزمت جوليا بطرس الصمت إزاء الثورة الشعبية في لبنان، وربما تضامنت مع زوجها وزير الدفاع الوزير إلياس بو صعب الذي يُمثل التيارالوطني الحُر في الحكومة اللبنانية المُطالبة بالإستقالة، إضافة الى المُطالبة بإستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون مؤسس التيار الوطنيالحر.

في الثورات يظهر معدن الناس، تظهر حقيقة الإنسان قبل الفنان، ويتخلى الفنان الوطني والحقيقي عن مصالحه وإنتماءه الحزبي من أجل الوطن، خاصة عندما تكون ثورة وطنية حقيقية هي الأولى من نوعها، وما يشهده لبنان ثورة وطنية جمعت مختلف أبناء الوطن الذين نزعوا عن أنفسهم عباءة الطائفية، وإجتمعوا تحت راية العلم اللبناني لا الأعلام الحزبية.

جوليا بطرس التي قدمت الأعمال الغنائية الثورية والوطنية حاضرة في المُظاهرات اللبنانية من خلال صوتها فقط، وغائبة عن المشهد وملتزمة الصمت، والساكت عن الحق شيطان آخرس، لن يرحمه التاريخ ولن يرحمه الشعب الثائر بوجه الظلم والفساد والطائفية السياسية.

من يُغني الأغنيات الثورية والوطنية ولا ينتفض مع ثورة شعبه يُمثل النفاق بعينه، والفنان الذي يُتابع الثورة اللبنانية من منزله الفخم لا يُمثل الشعب اللبناني، وربما لا يُتابع ما يحصل في بلده ولا يهمه ما يحصل لأن الفنان الوطني في مواقفه ومساندته للشعب.

ربما لم تُشاهد جوليا بطرس ثوار الأرض في بيروت وصور وطرابلس وصيدا والبترون والنبطية والبقاع ومختلف المناطق اللبنانية، ربما لمتُشاهد صاحبةوين الملايينملايين المواطنين اللبنانيين حيث قُدرت أعداد المتظاهرين يوم الأحد بأكثر من مليونين متظاهر في مختلف المناطق اللبنانية.

كلمة حق لم تقولها جوليا بطرس التي رافقت زوجها الياس بو صعب في سفراته وجولاته الخارجية، وأصبحت زوجة معالي الوزير وفقدت مصداقيتها في لبنان والوطن العربي، وكيف تُعلن عن تضامنها مع ثورة لبنان وزوجها من رموز حكومة العهد الذي وضع لبنان في مهب الرياح.

لم تعد جوليا بطرس مُطالبة بعد اليوم بتقديم الأعمال الوطنية والثورية لأن الجمهور لم يُصدقها بعد اليوم، ولم تعد مُطالبة بالتضامن والوقوف مع الثورة في لبنان لأن لحظة الحقيقة كشفت عن ولاءها الحزبي وإنتماءها للنظام الفاسد في لبنان، وربما تُراهن كما النظام السياسي في لبنان على فشل الحراك الشعبي الا أن ذلك لن يحصل لأن حقوق المواطنين فوق كل إعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى