موسى عبدالله – نحنا: دخلت الثورة في لبنان يومها التاسع والعشرين، وسط إختفاء مثير للجدل لشريحة واسعة من نجوم الغناء في لبنان، الذين لم يحددوا حتى اللحظة موقفاً واضحاً مما يحدث في بلد الأرز.
في الأزمات والمناسبات التي تحصل في الوطن العربي، يُبادر معظم نجوم لبنان الى إتخاذ المواقف، وإطلاقها عبر صفحاتهم على مواقعالتواصل الإجتماعي، ولكن أمام لحظة الحقيقة، والمنعطفات المفصلية التي يشهدها لبنان، غابت أصواتهم، وغابت حناجرهم عن الغناء ومساندة الثورة في لبنان.
مُعظم النجوم الذين أطلقوا مواقفهم، لم تكن على قدر التطلعات، وغُلفت معظمها بالدبلوماسية، دون أن تكون مع أو ضد، وللمفارقة أيضاً أن هؤلاء النجوم لم يتخطى عددهم أصابع اليد الواحدة، ويمكن التأكيد على أن اليسا النجمة الوحيدة الواضحة في دعمها وتأييدها للثورة فيلبنان.
تهرب واضح من المواقف الوطنية الصادقة والحقيقية، وكأن أغلب نجوم الغناء في لبنان يضعون خطاً للعودة، لعل وعسى أن لا يسقط أصدقاءهم السياسيين الذين سرقوا ونهبوا وعاثوا في البلاد فساداً.
لا بُد وأن يُدرك نجوم الغناء في لبنان أن الفرصة اليوم للتغيير وبناء وطن العدالة الإجتماعية والإقتصادية والقضاء الشريف، ولم يرحم التاريخ أي مواطن لبنان يقف ضد الثورة، ويلتزم الصمت لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
يبدو وأن معظم نجوم الغناء في لبنان وبالتحديد نجوم الصف الأول الذين تربطهم صداقات ومصالح مشتركة مع زعماء الفساد في لبنان وأمراء الحرب اللبنانية، ينظرون الى الأوضاع في لبنان كما ينظر إليها السياسيين، ويتشابهون أيضاً في المواقف ذاتها المُؤيدة لمطالب الناس، ولكن دون تغيير النظام كي لا يسقط البلد.
لم يتبنى معظم الفنانين اللبنانيين شعارات إسقاط النظام الطائفي وشعارات مثل “كلن يعني كلن“، ومُعظم المواقف التي خرجت عن معظمهم، يمكن وصفها بالمُخجلة التي لا ترقى الى الحدث الوطني الذي يشهده لبنان.
لا نُريد فناناً خائفاً من المطالبة بإسقاط النظام الطائفي الفاسد وتصحيح الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، ولا نُريد فناناً لم يخرج حتى اللحظة من الثوب الطائفي الذي ينهش جسده، بل نُريد نجوماً من الشعب، يتظاهرون مع الناس في الساحات والطُرقات.