NE7NA BN7KI

حلّوا عن سماء نانسي عجرم وكفى متاجرة بالقضية

موسى عبداللهنحنا: فقط في الوطن العربي، تُصبح الضحية ظالمة والقاتل مظلوم، تتغير الإتهامات وتتبدل بناءاً على تحليلات الشعب العربي، الذي يمتلك عقل المُحققين الدوليين الذين يعملون في محكمة العدل الدولة في لاهاي.

هذا ما ينطبق فعلياً على النجمة اللبنانية نانسي عجرم وزوجها الطبيب فادي الهاشم، اذ وُضعت نانسي وزوجها في قفص الإتهام وتحولت من المُعتدى عليها وأسرتها، الى الظالمة التي ساهمت في خراب الدول العربية، وعاثت في الوطن العربي فساداً.

هكذا فتح العُنصريين النار على نانسي عجرم، ورجموها بإتهاماتهم الباطلة التي لا تستند على أدلة، وتحولوا الى مُحققين دوليين في قضية السارق الذي قُتل في منزل نانسي بعد إقتحامه المنزل من أجل السرقة، ومن ثم محاولته دخول غرفة بنات نانسي، ما استدعى الى قتله على الفور من فادي الهاشم، الأب الذي دافع عن بناته وأسرته.

استخدم رواد مواقع التواصل الإجتماعي العنصرية المقيتة داخلهم، وشنوا حرباً غوغائية على نانسي التي لم تخرج من صدمة ما حصل معها، حيث كادت حياة بناتها أن تنتهِ بفعل سارق طائش، لا تهم جنسيته ودينه وعرقه ولونه، بل إن السارق لا دين له وجنسية، وما يحمله في عقله هو الإجرام والإعتداء على بيوت الناس.

إن كرامة نانسي عجرم فوق كُل إعتبار، وكفى مُتاجرةً بالقضية من أهل السارق الذي تحول في ليلةٍ وضحاه الى بطل قومي بنظر البعض، وحُكيت الروايات الخيالية من كتاب اللص التائب الذي يُدافع عن فعلته بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وكأن الهجوم الذي تتعرض له نانسي تم تدبيره وتبريره.

بكل إختصار شديد ولأن الإختصار في هكذا مواقف خير من الشرح، حلّوا عن سماء نانسي عجرم وأسرتها، دعوا القضاء يأخذ مجراه، ولا تُنصبوا أنفسكم مُحققين وقضاة وينقصكمالإنصافالذي يُعتبر من أهم صفات القاضي العادل، والقاضي لا بُد وأن يكون عالماً، مستشيراً لأهل العلم، ملقياً للرفع، منصفاً للخصم، مقتدياً بالأئمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى