موسى عبدالله – نحنا: يُدرك الباحث في الفلكلور العراقي مدى أهمية تلك المدرسة في الفن العربي، اذ شكل الفلكلور العراقي مادة دسمة للأغنية العراقية، ووصل بها الى العالم العربي قبل عقود من الزمن.
للفلكلور العراقي ميزة لا يُدرك أهميتها من نجوم الزمن الفني الجديد، سوى من تتلمذ وتعلم في مرحلة الطفولة على تلك الأغنيات، ويكاد يكون النجم اللبناني عاصي الحلاني، النجم الوحيد من خارج الحدود العراقية يُدرك أهمية الفلكلور العراقي.
قبل أيام، طرح فارس الغناء العربي عمل غنائي جديد من الفلكلور العراقي حمل عنوان “بويا محمد“، وأشرف على التنفيذ والتوزيع الموسيقي طوني سابا، وتميل أغنية “بويا محمد” الى اللهجة البدوية التي تعكس لهجة أهل البادية في بلاد الشام والعراق.
قبل سنوات، أعاد عاصي الحلاني اكتشاف أغنية “يا طير” والتي تُعتبر من الأغنيات العراقية الفلكلورية، وسرعان ما تحولت الى أغنية عابرة لمختلف الحدود العربية، ورددها من بعده نسبة لابأس بها من الفنانين اللبنانيين والعرب، ويبقى مكتشفها عاصي، عاصي الذي لم تعصى عليه عملية البحث والإكتشاف، خاصةً وأنه فنان مُثقف موسيقياً، ويمتلك حُب الإطلاع والبحث الموسيقي.
“بويا محمد” من الأعمال الغنائية التي تحمل سلاسة الفلكلور العراقي، وسهولة المعنى وبساطته، وسرعان ما تعلق في الأذهان، اذ تُعتبر نقطة ايجابية تُحسب للحلاني الذي يُحول الصعب الى سهل من خلال مغناه، اضافة الى تركيزه على البحث عن الأغنية السهلة التي تصل للمتلقي دون صعوبات.
نجح عاصي الحلاني في اختيار أغنية “بويا محمد” وتقديمها بنسخة عصرية موديل ٢٠٢٠، وأضاف نكهة حلانية خالصة من خلال أداءه، ونقلها من جو موسيقى الى جو آخر، والثابت في ذلك بأنها ستكون من الأغنيات التي يُقدمها الحلاني في حفلات ومهرجانات الصيف.
بدون أدنى مُبالغة سوف تتحول أغنية “بويا محمد” الى تريند خلال الأشهر القادمة، يُغنيها كُل فنان “قليل المروة” لا يمتلك نظرية البحث والثقافة الموسيقية، وكما جرت العادة مع الأغنيات الفلكلورية، عاصي يبحث ويكتشف ويغني، والبعض الآخر يُقلده.