NE7NA BN7KI

نحنا بنحكي – بين الإفتراض والواقع.. فيروس كورونا يُغيِّر الحياة الفنية عربياً وعالمياً

موسى عبداللهنحنا: يبدو وأن فيروس كورونا الذي يجتاح العالم سوف يؤثر على مجالات الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في المرحلة القادمة، وقد تتغير عدة مفاهيم ومعتقدات كانت سائدة قبل ظهور الفيروس الذي يرسم خارطة جديدة للحياة البشرية.

قبل سنوات غيرت مواقع التواصل الإجتماعي العالم، ودخلت ضمن اللعبة الفنية، وأصبحت جزءاً مهماً من منظومة نجاح أي فنان وأغنية، وتغيرت معها عدة أنماط كانت تحكم عملية الإنتاج والتسويق، اذ بات المستمع قادراً على الحصول على الأغنية والوصول الى المعلومة عن طريق شبكات الإنترنت، ولم يعد للأسطوانة المدمجة أي أهمية، ولم يعد للفيديو كليب جدوى من عرضه على الفضائيات العربية ودفع آلاف الدولارات لعرضه، اذ بات اليوتيوب متاحاً للجميع وبشكل مجاني.

في ظل إنتشار كورونا وإلتزام الناس البقاء في منازلهم ضمن إجراءات السيطرة على الفيروس، شُلت الحركة تماماً على صعيد الفن كما مختلف القطاعات الأخرى، وبات الفنان بُحكم العاطل عن العمل، اذ بات مُقيداً وليس أمامه أي طريق للخروج من الوضع الراهن سوى الإنتظار والترقب.

أمام هذا المشهد، يبدو وأن توجه الفنانين حالياً سوف يكون نحو الحفلات أونلاين، وإحياء الحفلات من منازلهم ونقلها مباشرةً عبر شبكات مواقع التواصل الإجتماعي، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة، هل يتحول هذا النهج الفني الجديد الى قاعدة في المستقبل القريب؟.

لا شك في أن إعتماد هذا النهج في أيام السِلم صعباً إن لم يكن مستحيلاً لعدة إعتبارات، وأهمها الربح المادي للفنانين، ولكن ماذا لو تبدلت المعتقدات بعد كورونا، وبات الإختلاط بين الناس غير مُرحباً به خوفاً من إنتقال الأمراض والفيروسات، والقصد بالإختلاط أي الإكتظاظ وكما يُقال بالعاميةعجقة، اذ قد يُشكل الإكتظاظ بين الناس في الحفلات إنتقالاً لأي عدوى حسب النظرة الإفتراضية بعد كورونا، اذ بات التفكير بالفيروسات حديث الناس.

الإفتراض شيء والواقع شيء آخر، ولكن عند المرض وانتشار الفيروسات والجراثيم عالمياً، قد تتغير ملامح الكرة الأرضية، وتدخل عادات جديدة لتنظيم الحياة البشرية خوفاً من الأمراض وانتشارها بين الناس، ويُصبح الإنسان أكثر حذراً، وما قد يتغير فنياً ويرتبط بالواقع الذي قد يستجد بعد فيروس كورونا، تنظيم المهرجانات بطريقة آخرى، ومنع الإحتكاك والتقارب بين الجمهور، حيث يُصبح هناك مسافة أمان بين الجمهور، وقد تتحول مسافة الأمان الى حقيقة بين الفنان والجمهور، وتُصبح الصورة مع الفنان عن بُعد إرتباطاً بمسافة الأمان.

ومن الأمور التي قد تُصبح واقعاً بعد كورونا، إحياء الفنان للحفلات أونلاين مجاناً بين الفينة والأخرى، كي يُرضي جمهوره الذي لا يملك ثمن شراء بطاقة حفله، خاصة وأن منهج الحفلات أونلاين اذ تم تطبيقه في ظل الأزمة الحالية، سوف يُصبح مطلباً جماهيرياً في مرحلة ما بعد الكورونا.

وقد تتغير أسعار الحفلات والمهرجانات لان القوة الشرائية للفرد سوف تهبط بعد كورونا نتيجة الركود الإقتصادي الذي سوف يكون عنوان السنوات القليلة القادمة، ما يؤثر على الثمن المالي الذي يقبضه الفنان على المهرجانات والحفلات، اذ من المتوقع أن تهبط أسعارالفنانين بشكل كبير.

ومن الأمور التي قد تتغير مستقبلاً المواضيع التي يُقدمها الفنانين بأعمالهم الغنائية، اذ أثبتت الأزمة حالياً على فشل معظم الفنانين في مواكبة الوضع الراهن، وأظهرت عجزاً في إختيار المواضيع الغنائية التي تُحاكي المشكلة الإجتماعية والإنسانية الراهنة، اذ لم يصدر حتى اللحظة أي عمل غنائي خارج عن المألوف ويتناسب مع صعوبة المرحلة، ما قد يدفع الفنانين لمراجعة حساباتهم للمرحلة القادمة وإعادة النظر في المواضيع الغنائية.

إضافة الى ذلك، قد تتغير خطة شركات الإنتاج ونظرة الفنانين الإنتاجية، وقد تظهر أساليب إنتاجية جديدة، ومنصات رقمية مختلفة عن الموجودة حالياً خاصة وأن الحديث عن الدولار الرقمي يزداد في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما يُصبح العالم قائم على المُعادلات الرقمية الجديدة والتكنولوجية الحديثة، لا شك في أن الرؤية الإنتاجية للشركات والفنانين قد تتغير.

خلاصة الكلام، أن الوضع الفني سوف يتأثر بفيروس كورونا، وسوف تتغير عادات، وتظهر عادات جديدة تحكم الفن عالمياً وعربياً وترسم ملامح الحياة الفنية الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى