موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الدني أذواق، ولكُل شخص ذوقه الموسيقي، يسمع ما يُريد وما يشاء، وفي المُقابل لكُل شخص حريته في الإعتراض على أي عمل غنائي، خاصةً اذا كان الإعتراض مبني على أُسس نقدية واضحة.
لكُل شخص مزاجه الخاص في إحتساء القهوة كما يُحب، حلوة، مُرة، وسط، وهكذا الحال مع أغنية “قهوة الماضي” للنجمة اللبنانية اليسا، قد يُحب الشخص ما تحمله الأغنية وقد يعترض بناءاً على ذوقه الموسيقي.
صدرت أغنية “قهوة الماضي” يوم أمس من إنتاج روتانا، وكلمات سهام الشعشاع والحان محمد رحيم وتوزيع كميل خوري، وللأسف الشديد جاءت الأغنية دون مستوى التوقعات.
على صعيد النص، بدا التفكك واضح في معظم أنحاء الأغنية، الّا المقطع الأخير الذي حمل صورة شعرية جميلة “وطلبت اشرب معك قهوة الماضي“، أما باقي الأجزاء مُركبة تركيب ومُستهلكة جداً، اذ لم يحمل النص أي جديد يُذكر على صعيد المصطلحات والتعابير، كما أن بعض الجُمل الشعرية تحمل صعوبة في اللفظ الغنائي وأثرت سلباً على اللحن.
على صعيد اللحن، لا يختلف إثنان على إبداع الملحن المصري محمد رحيم ونجاحاته القوية، الا أن ذلك لم يُسعفه بإعطاء روح لحنية مختلفة ومبتكرة لأغنية “قهوة الماضي“، وجاء اللحن بلا “هيل” موسيقي، ناقص في عدة أجزاء، ولم يُسعفه النص في تقديم توليفة لحنية مميزة، خاصةً وأن اللهجة اللبنانية صعبة على أي مُلحن مصري، ولا يُمكن لأي مُلحن مصري أو خليجي أو من المغرب العربي أن يُقدم لحناً لبنانياً خالصاً الّا اذا كان “شربان” اللهجة اللبنانية.
وبدا ضُعف اللحن واضحاً في غناء اليسا لبعض المصطلحات التي ظهرت “مكسورة“، كما أن اللحن منزوع عنه الإحساس، وبدا ذلك في أداء اليسا الذي لم يكن بالمستوى الحسي الذي عودت جمهورها عليه في أغنياتها السابقة حيث يُغطي احساسها على بعض العيوب في اللحن او الكلام.
لم يصنع محمد رحيم إختلافات وتعاقب واضح في العناصر الموسيقية، وكأن اللحن أقل من عادي. أما التوزيع الموسيقي فإنه عادي أيضاً ويحمل تكراراً واضحاً في عدة حركات واهتزازات موسيقية.
غاب الإبداع عن أغنية “قهوة الماضي” التي فقدت “الهيل” الموسيقي وبدا واضحاً أن ماضي أغنيات اليسا الكلاسيكية أفضل.