اخبار

بالصوت – جوليا بطرس صوت العدالة وتسأل “انا مين”

موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف إثنان على القيمة الفنية للنجمة اللبنانية جوليا بطرس التي دائماً ما تحلق في مساحة فنية خاصة بها، تتناسب مع توجهاتها الفنية والوطنية والقومية، تحلق في مجال فني نظيف قلباً وقالباً، تنقل هموم الوطن والمواطن، تضع لبنان أولاً في أجندتها الفنية، تبحث عن خلاص وقيامة لبنان من خلال أعمالها الغنائية التي تحاكي الأوطان والمجتمعات.

بعد مرور نحو عامين على أخر ألبوماتها الغنائية، أطلقت جوليا بطرس أغنية جديدة من ألبومها القادم حملت عنوان “أنا مين” من كلمات الشاعر نبيل ابو عبدو وألحان شقيقها زياد بطرس وتوزيع ميشال فاضل. عمل فني وطني إجتماعي إنساني، تمت صياغته من الألف الى الياء بكل حرفية وإتقان، وهذا ما عهده الجمهور من صاحبة “غابت شمس الحق”، أن تعمل على أغنياتها بكل دقة، لا تضع الوقت في الحسبان بل تمنح عملها الوقت الكافي لإنجازه وتقديمه على هيئة وطن محترم يحترم مواطنيه.

“أنا مين” عمل فني يحاكي أوجاع كل مواطن لبناني، يتحدث عن اللبناني الذي يعيش في عالم مجنون، عالم من الفساد والظلم والطغيان والسرقة وغياب الدولة العادلة والقادرة، عالم سيطرت عليها شريحة الغاب وأصبح مجرد من القوانين الإنسانية التي تكفل حقوق الفرد. فقد نقل الشاعر نبيل ابو عبد الحقيقة كما هي، وضع جوليا بطرس في مرمى من التساؤولات، أسئلة عن الوجود وعن الأنا، من أنا، ماذا أفعل في هذا العالم المجنون، ومن ثم أدركت أنها صورة مصغرة عن الموطن اللبناني الذي تحمّل الظلم، صبر وسهر ووقف بوجه الظالمين.

غابت العدالة في لبنان والوطن العربي، اختفت الحقيقة، لم تهتم الى “صرخات” الناس، لم يؤثر بها بكاء المظلوم، أصبحت عدالة قاحلة وغر صالحة للنظر في شؤون الناس وهموم المواطنين، تتساءل جوليا “يا هالعدالة شو بكي، ليش الحقيقة ملبكي”، وبعد التساؤولات عن ماهية العدالة، تؤكد على ثبات اللبناني في بلده على الرغم من لبسه الأسود ولكن الأسود لم يمنعه من الفرح والغناء في أرضه، وتختم عملها الفني بديمومة لبنان وبقاءه والتمسك به.

على صعيد اللحن، قدم زياد بطرس توليفة لحنية ممزوجة بين الوطنية والرومنسية، لحن صعب في جمله الموسيقية، لحن “دسم” فنياً أظهر كما جرت العادة قدرات جوليا بطرس وتمكنها في غناء هذا النمط من الألحان الصعبة، لحن تم صياغته على “قياس” صوت جوليا بطرس التي أبدعت بإحساسها وأسلوبها الغنائي الخرافي، أما التوزيع الموسيقي، فقد سافر ميشال فاضل بالمستمع الى عالم أخر، موسيقى خيالية، سيمفونية من نوع أخر، بداية الأغنية حملت سحر الموسيقى والإبداع والرُقي، توزيع موسيقي محترم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى