موسى عبدالله – نحنا: قد تكون أغنية “حزين” للنجمة الإماراتية أحلام من أفضل الأعمال الغنائية في القرن الواحد والعشرين. عمل غنائي ولا “غلطة” من حيث الكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي والأداء، وساهمت مشاركة الملحن السعودي سهم بالغناء مع أحلام بإضافة نكهة خاصة لها أبعاداً درامية من حيث الشكل الغنائي الدرامي.
صدرت أغنية “حزين” ضمن ألبوم أحلام الجديد “فدوة عيونك“، وحملت كلمات الشاعر السعودي الراحل مساعد الرشيدي وألحان سهم وتوزيع الموسيقار المصري خالد عز، وحققت أكثر من 4 مليون مشاهدة في غضون أسبوع من صدورها على اليوتيوب.
شكلت أغنية “حزين” إضافة للأغنية الخليجية المعاصرة، اذ حملت في مضمونها تركيبة فنية ثقيلة، قامت على النص المُركب بطريقة شعرية موزونة لا غُبار عليها، وتُعتبر من القصائد الشهيرة في الخليج العربي، ومن النصوص الحزينة، تضم في محتواها التعبيري شجن يُلامس وجدان المُتلقي، وتنقله فوراً الى حالة من الصمت، وأحياناً البكاء، وهكذا نصوص تعبيرية تُعتبر الأخطر والأقوى في القصائد الغنائية.
يُعتبر الملحن سهم الأخطر، سهام نوتاته اللحنية دائماً مختلفة ومتطورة، وقدم لحناً بأغنية “حزين” لا يُقدمه الّا كبار الملحنين في الخليح العربي، أمثال النجم السعودي القدير محمد عبده والراحل القدير طلال مداح.
قام لحن أغنية “حزين” على مقام الصبا، لحن درامي بإمتياز، وانقسمت درجات المقام الى جزئين، الجزء الأول في مطلع الأغنية بالغناء“حزين من الشتا…”، والجزء شكل نقلة باللحن عند التحول الى غناء “دخيل الغصن…”، وينطبق الأمر على الكوبليه الثاني من الأغنية، وتميز اللحن بكمية الشجن حيث استقر على نغمة حزينة في تركيبته، أما أبعاد المقام كانت نصف بعد، نتيجة الجُمل اللحنية التي وضعها سهم للتأثير على المستمع.
شكل التوزيع الموسيقي الذي قدمه خالد عز عُمقاً واسعاً على الأغنية، ترجم جو الأغنية الحزين من خلال الآلات الموسيقية التي تؤثر على وجدان المتلقي، معتمداً بدرجة كبيرة على “اللايفات” وبدرجة أقل على الآلات الإلكترونية.
على صعيد الأداء، لا يُوجد صوت في الخليج العربي قادر على غناء أغنية “حزين” كما فعلت أحلام، أداء موزون في مختلف تفاصيله، وضعت كل إمكانيات صوتها الحسية بالشكل الصحيح، حيث الإحساس الذي يُدرس، واستخدمت عُربها بالمكان المُناسب، أصابت بكل تعريبة دون نقصان، غنت من قلبها، بروح الأنثى الحزينة، الموجوعة، إحساس صادق، وأداء لا تُقدمه الّا أحلام بهذا النوع من الأغنيات.
كان لمشاركة الملحن سهم في الغناء بأغنية “حزين” دوراً أساسيا، شكل إضافة حقيقية بإحساسه وطريقة غناءه، وتفاهمه مع صوت أحلام.