موسى عبدالله – نحنا: طرح النجم اللبناني وائل كفوري مؤخراً أحدث أعماله الغنائية بعنوان “البنت القوية“، من كلمات والحان الفنان اللبناني الشامل سليم عساف وتوزيع عمر صباغ.
نجاح استثنائي في وقت قياسي تحصده أغنية “البنت القوية“، مُحققةً 5 مليون مشاهدة في أربعة أيام من صدورها على اليوتيوب، كما وتحتل المرتبة الأولى ضمن ترند الموسيقى على اليوتيوب في لبنان وبعض الدول العربية.
لا شك في أن النجاح الذي تحصده أغنية “البنت القوية” ليس من فراغ، اذ تُعتبر نموذج حقيقي عن الأغنية الضاربة، حيث خلع الكفوري لو مؤقتاً اللون الدرامي، وذهب الى المدرسة الثانية التي يمتاز بها أيضا، مدرسة الحب والرومنسية بعيداً عن الأغنية الدرامية التي رافقته خلال السنوات الماضية.
على صعيد ال Audio، رسم الكفوري معادلة جديدة لنفسه في ملعب الأغنية الرومنسية، مجسداً بصوته لوحة غنائية عنوانها الحب ومن ثم الحب، وجاءت الأغنية بقالب موسيقي قائم على المدرسة الرومنسية الجديدة، حيث الكلمة الشعبية المرسومة بريشة شعرية جمعت بين مصطلحات الحب العادية والمصطلحات الشعبية التي شكلت قوة وعمق للموضوع الذي صاغه سليم عساف بأسلوب السهل الممتنع،مستخدماً مصطلحات جديدة مثل “سكر على مربى“.
وكانت النقلة النوعية بالنسبة لوائل كفوري اختياره الموضوع، وهكذا نقلة في غناء تلك المصطلحات بحاجة الى جُرأة الكفوري الذي قدم لأول مرة هكذا نص غنائي يقوم على المزج بين الأغنية الرومنسية والشعبية في قالب شعري جديد ومتجدد.
على صعيد اللحن، جمع سليم عساف بين خطين متوازيين دون تفرقة بين الخطين، وقام اللحن على مقامي “سيكاه” حيث الذي يبعث السعادة للروح، و “البيات” الذي يُشدد على الفرح والسرور، وتميز اللحن بالنقلة بين المقطعين، اضافة الى التكنيك والربط بين الدرجات بأسلوب حافظ على الأبعاد بين الدرجات.
ونجح عمر صباغ في ترجمة الحب والرومنسية بتوزيع عصري استخدم خلاله تقنيات موسيقية متطورة وجديدة، ودمج “اللايفات” والآلات الموسيقية الإلكترونية بأسلوب أكثر من رائع شكل قوة واضافة للشكل الموسيقي لأغنية “البنت القوية“.
من ناحية الأداء، بدا وائل كفوري سعيداً ومرتاحا، يُغني بحب وإحساس صادق، استخدم تقنيات صوته بالشكل المطلوب، حيث العُرب التي جاءت بمكانها، اضافة الى “التحليات و “التنغيم” كما يشاء خاصة في المقطع الثاني من الأغنية حيث قدم “تلوينة” غنائية أكثر من رائعةفي اعادة غناء جملة “لهفتها وخوفا عليِّ مش مقبول“.
بإختصار مُفيد، أعاد وائل كفوري بأغنية “البنت القوية” الهيبة للأغنية اللبنانية التي تراجعت عام 2020 وفي النصف الأول من العام الحالي، عمل غنائي ضارب، درس لأي فنان لبناني في كيفية تقديم عمل غنائي ضارب.