NE7NA BN7KI

نحنا بنحكي – تراجع دراماتيكي للدراما العربية في رمضان وتمسيح الجوخ أصابها بمقتل

موسى عبداللهنحنا: لا شك في أن الموسم الدرامي في شهر رمضان للعام 2022، دون مستوى التطلعات والآمال مقارنةً مع المواسمالماضية في العقد الأخير، حيث سقط الموسم الحالي في تقديم سياق درامي جديد ومختلف، ولم تحمل المسلسلات أي ابداع يذكر، اذوقعالموسم الدرامي بمعظم مسلسلاته دون آسف عليه.

بعد مرور ٢٠ حلقة من الأعمال الدرامية العربية التي تُعرض في شهر رمضان الحالي، غابت المنافسة الشرسة والقوية بينالمسلسلات، وافتقد الجمهور للنوعية بشكلٍ عام، ولم يظهر أي إجماع جماهيري على مواقع التواصل الإجتماعي على مسلسل ما، وكأن الإجماع الوحيد على عدم الإجماع والإعلاء من شأن مسلسل ما دون غيره.

ظهرت معظم المسلسلات ناقصة، تُعاني من مشاكل واضحة في النصوص والإخراج والتسويق، إضافة الى تراجع واضح في أداء نسبة لابأس بها من الممثلين الذين افتقدوا عُنصري الحماس والشغف، إضافة الى مبالغة واضحة في أداء بعض الممثلين الذين بالغوا في كل شيءحتى بات الزائد كما الناقص، صفر على الشمال لا قيمة لهذاء الأداء ال over.

بدأ التراجع واضحاً في الأعمال الدرامية الرمضانية منذ العام 2020، حيث أثّرت جائحة كورونا سلباً على قطاع الفن بمختلف مجالاته، وتأثرت صناعة الدراما بهذه الجائحة التي أثرت سلباً على الفكر حيث غاب الإبداع عن معظم الكُتاب والمؤلفين، وأثرت ال كورونا على الممثلين والمخرجين ومختلف العاملين في صناعة الدراما، نتيجة الخوف من جهة، وتأثر الصحة النفسية سلباً من جهةٍ ثانية، ما أدى الى تراجع الممثلين والمخرجين خلال عامي ٢٠٢٠ و ٢٠٢١.

في العودة الى الموسم الدرامي الحالي، قد يكون هناك مسلسل أو إثنان حملا عناصر الإختلاف والتجديد بالنصوص ومعالجة الإشكالية التي تتناولها، اضافة الى تميز الممثلين بأداءهم، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يُعقل أن من بين كمية المسلسلات من المحيط الى الخليج لا يوجد سوى مسلسلان حملا عنصر الإختلاف والتميز؟.

بدا المكتوب واضحاً على مسلسلات رمضان ٢٠٢٢ من الحلقات الأولى، وهل على المشاهد الإنتظار حتى الحلقات الأخيرة لتبدل الأوضاع واختلافها للحكم على مسلسل ما، طبعاً لا، لأن السياق الدرامي لمعظم تلك الأعمال ليس على ما يُرام، واطلاق الأحكام على أغلبية الأعمال قبل نهايتها حلال وأكبر حلال، لأن المجاملة وتمسيح الجوخ من عوامل تراجع الدراما العربية، اذ تتسلح كل شركة إنتاج بمجموعة من الصحفيين الذين يطبلون ويزمرون للمسلسلات.

تُعاني الدراما العربية من أزمة أفكار ونصوص، وسقطت معظم تلك المسلسلات الجديدة في فخ النمطية والتقليد والتكرار، وباتضرورياً العمل على التطوير والبحث عن نصوص جديدة ومختلفة من حيث القضايا وطريقة طرحها بأساليب أكثر عصرية بعيداً عن الحشو والمبالغة والإطالة بالحلقات.

للمفارقة أن جميع الأعمال الدرامية التي تُعرض خلال الموسم الدرامي الحالي يُمكن إختصارها ب 15 حلقة بعيداً عن الإطالة والمماطلة، ول ابُد من الإنتباه الى هذه النقطة المهمة اذ تقتل المسلسل وتصيب المتابع بالممل من المماطلة في الأحداث.

مما لا شك به أن مزاج الجمهور العربي تغير وتبدل، ولم تعد الأعمال الدرامية بهذه العقلية تجذب المتلقي العربي الذي لا يجد في المضمون ما يثير اهتماهه كما السابق، حيث تغيرت الإهتمامات والأهداف من متابعة أي مسلسل، وتراجعت شعبية الدراما في رمضان، اذ لم يعد المشاهد العربي ينتظر ويترقب تلك الإنتاجات كما الأعوام السابقة.

من الأشياء الأساسية التي تُشير الى تبدل مزاج الجمهور، لجوء شريحة واسعة من الجمهور العربي الى المنصات التي تختصر على المتابع الكثير، اذ سئم من الإعلانات التي تقتل المتعة، وبات خياره الأول اللجوء الى المنصات.

بإختصار، لا بُد وأن تعمل شركات الإنتاج والمنتجين العرب على تغيير العقلية السائدة في العمل الدرامي، والعمل على تطوير قطاع الدراما والخروج من الروتين الذي أصاب القطاع بتدهور، واذا ما أرادوا الإستمرارية فلا بد من البحث عن الأفكار والدماء الجديدة التي تُقدم كل ما هو جديد ومختلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى