موسى عبدالله – نحنا: لا شك في أن الإعلام اللبناني في حالة لا يرثى لها، حيث تعاني معظم التلفزيونات اللبنانية من إفلاس مادي أدى ببعض القنوات إلى إفلاس أخلاقي، ظناً من القيمين على هذه القنوات بأن الإفلاس الأخلاقي يؤدي إلى ربحٍ مادي حيث ترتفع نسبة المشاهدة والريتينغ وترتفع نسبة الإعلانات في بلدٍ يعاني أسوأ أزماته السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
بعد غياب سنوات، يعود برنامج “نقشت” أو بالإنكليزية Take Me Out الى شاشة “آل بي سي اللبنانية، حيث انطلق قبل أيام قليلة الموسم الجديد – القديم من البرنامج الذي يجسد الإفلاس الأخلاقي في بلدٍ يعاني من إفلاس مالي. يعود “نقشت” مع الممثل فؤاد يمين والمنتجة رولا سعد صاحبة الأفكار التي لا تشبه المجتمع اللبناني والعربي، حيث إبتعدت عن البرامج الفنية وإتجهت نحو نوع أخر من البرامج التي لا تصلح لمن هم دون سن الثامنة عشر.
يجسد برنامج “نقشت” الإنحلال الأخلاقي والفكري، حيث المهزلة والعربدة على الهواء، ينقل صورة سيئة عن الفتاة اللبنانية، ويجسد الفتاة اللبنانية بأنها بائعة هواء وجارية في قصر السلطان، محتوى إعلامي فارغ، قلة حياء وأدب على الهواء، نقل العربدة من “الكابريه” الى الهواء حيث يتابع التلفزيون ملايين الناس.
ما الفكرة من عرض البرنامج بموسمه الجديد بهذا التوقيت الذي يشهد لبنان تدهوراً خطيراً على المستويات كافة على الرغم من تصويره قبل أربع سنوات؟ وما الهدف من إستضافة الفتيات وطرح الأسئلة الجنسية عليهن “من الزنار ونزول” من أجل موعد غرامي مع أحد الشباب؟ وما الهدف من تشويه المرأة وتجسيدها على أنها رخيصة؟ هل تؤمن رولا سعد بأن المرأة هي جارية؟ وهل يفكر فؤاد يمين عراب “أكل الهوى” بأن المرأة سلعة جنسية؟ هل هكذا يتم تصوير المرأة بشكل عام واللبنانية بشكل خاص؟ وهل ترضى رولا سعد بأن تشارك إبنتها أو شقيقتها في برنامج مسخرة وقلة أخلاق؟ وهل يرضى فؤاد يمين بأن تطل زوجته أو شقيقته أو والدته في هكذا نوع من البرامج؟.
في الدول الأوروبية عندما تعرض إحدى القنوات أي برنامج جنسي، يتم عرضه في أوقات متأخرة من الليل إحتراماً للمشاهد، ويُرفق ب +18 مراعاةً للأطفال والمراهقين، بينما برنامج “نقشت” يُعرض في التاسعة والنصف مساءاً، قلة حياء على عينك يا تاجر، ويبدو أن القادم أعظم حيث “نقشت” مع شاشة “آل بي سي” مجدداً قلة أخلاق.
قد يتسلح القيمين على البرنامج بالجملة الشهيرة “يللي مش عاجبو ما يحضر“، ولكن هذه الجملة غير صالحة للقول في هكذا موضوع، فالمشكلة كبيرة ولا علاقة لها بالذوق لأن هكذا برامج بمثابة “ما بتعجب حدا“.