موسى عبدالله – نحنا: يبدو وأن أغلب النجوم العرب دخلوا في لعبة المشاهدات والترندات على موقع اليوتيوب، وباتت المشاهدات بمثابة المقياس الحقيقي للنجاح من وجهة نظر معظمهم، حيث تحولت المنافسة الفنية الى منافسة وهمية، لا تمت للواقع، فمن يدفع أكثر بحصد أكثر.
كان بإمكان عنصر المشاهدات أن يكون الحكم والفاصل بتحديد نجاح أي عمل غنائي، الّا أن شراء المشاهدات الوهمية، ودفع آلاف الدولارات للترويج لأي عمل غنائي على اليوتيوب، نزع عن ذلك عنصر صفة تحديد قوة العمل ونجاحه، اذ يدرك القاصي والداني شراء الفنانين للمشاهدات الوهمية التي لا تمر على الجمهور العربي، ولا يمكن خداع الجمهور بأرقام كاذبة ومشاهدات مزيفة.
تُعد الإعلانات الممولة على اليوتيوب من العوامل الأساسية بتحقيق ملايين المشاهدات، فمن يدفع أكثر للتسويق لأغنيته يُحقق مشاهدات أكثر، وكل شيء بثمنه وكلفته المالية، فالإعلانات في الوطن العربي أغلى من الإعلانات في الدول الأجنبية خاصة في شرق أسيا ودول أمريكا الجنوبية، ويلجأ بعض الفنانين الى التسويق لأغنياتهم في الدول الأجنبية بكلفة قليلة ولكن بمشاهدات عالية، وفي النهاية كله كذب ب كذب.
أغنيات في ظرف ساعات تحصد ملايين المشاهدات، وأغنيات في ظرف أيام تحصد عشرات ملايين المشاهدات، وكأن الجمهورالعربي لا شغل لديه سوى مشاهدة تلك الأغنيات على اليوتيوب، وما يزيد الطين بلة أن معظم تلك الأغنيات غير صالحة للإستماع والمشاهدة، دون المستوى الفني المطلوب.
يُوجد عشرات الأغنيات المنتشرة على اليوتيوب حققت عشرات ملايين المشاهدات، وفي المقابل لم يسمع عنها وبها أحد، ما يُشير الى أن المشاهدات ليست دليل على انتشار ونجاح الأغنية، فما الفائدة من ملايين المشاهدات في ظل عدم وصول العمل الفني الى الجمهور، وعدم تداوله في المطاعم والمقاهي وأماكن السهر والسيارات، وعدم تواجد الفنان/ة في الحفلات والمهرجانات.
خلاصة الكلام، لا يُقاس النجاح بالمشاهدات والترندات، بل بما يُقدمه أهل المغنى من جودة ونوعية، فالإنتشار الحقيقي على أرض الواقع من يُحدد معالم اللعبة مهما حاول البعض تغيير تلك القاعدة، وتبقى تلك المحاولات فاشلة طالما أن الجمهور العربي في حالة من الوعي والإدراك.