نحنا بنحكي – ناجي اسطا يضرب الترند عرض الحائط ويغرد ب “تحياتي” بعيدا

موسى عبدالله – نحنا: لا يختلف إثنان على أن الساحة الغنائية في الوطن العربي تشهد تراجعاً في الذوق العام تحت شعار ما يُسمى ب“الترند“، حيث بات هذا المصطلح بمثابة السلاح الذي يحمله معظم الفنانين العرب للدفاع عن الأعمال الغنائية التي لا ترقى للمستوى الفني المطلوب. ولكن في الجهة المقابلة لم يركض بعض الفنانين وراء “الترند” وضربوه عرض الحائط، و “تحياتي” لكل فنان ضرب “الترند” ومنهم الفنان اللبناني ناجي اسطا الذي غرد بعيداً بأحدث أعماله الغنائية، أغنية “تحياتي“.
طرح الأسطا قبل أسبوعين أغنية “تحياتي” باللهجة اللبنانية من كلمات منير بو عساف وألحان د. هشام بولس وتوزيع داني حلو، وتُعد من الأعمال الغنائية الدسمة وكما يُقال “للسميعة” فقط، حيث ظهر ناجي اسطا بستايل غنائي جديد عليه، نمط موسيقي ثقيل من جميع النواحي، الكلمة واللحن والتوزيع اضافة الى الأداء.
جاء نص أغنية “تحياتي” بتركيبة جديدة من حيث الوصف لحالة الخداع واستغلال طيبة القلب التي تُعتبر من الصفاء والنقاء، الّا أن أصحاب القلوب المريضة والضعيفة يتعاملون معها بطريقة تدل على نقصهم، فالطيبة من التربية الصالحة للإنسان، وشدد موضوع الأغنية على أهمية الدروس المستفادة من منح الطيبة للذين لا يستحقونها لعل وعسى أن تكون مع الإنسان الصح.
على صعيد اللحن، قدم د. هشام بولس لحناً جمع بين النمطين الرومنسي والإيقاعي ويمكن تصنيفه ضمن خانة الطرب الشعبي “الكلاس“، جاء اللحن قي البداية رومنسياً على طبقة القرار، ومن ثم ارتفعت الدرجة الموسيقية ودخل اللحن في النمط الإيقاعي السريع، وشكل هذا التناغم بين النمطين اللون الطربي الشعبي الذي يطرب المستمع بعيداً عن الطرب التقليدي، اذ كسر هذا التناغم الصورة النمطية للون الطربي الشعبي، وما يُميز لحن “تحياتي” الأبعاد الموسيقية بين الجمل اللحنية ما شكل عمقاً موسيقياً ظهر واضحاً في أداء ناجي اسطا الذي ذهب الى مكان جديد ومختلف عليه.
في النظر الى التوزيع الموسيقي، قدم داني حلو توزيعاً جمع بين “اللايفات” والآلات الموسيقية الإكترونية، وعمد الى كسر التوزيع التقليدي لمثل هكذا نمط غنائي، حيث جاء التوزيع عصرياً ما أضاف قوة للحن والأداء.
“تحياتي” عمل غنائي احترم الجمهور اللبناني والعربي، وأكد على أن الأغنية “المرتبة” موجودة، وكل ما في الأمر أن بعض الفنانين اللبنانيين تخلوا عن مسؤولياتهم تجاه الأغنية اللبنانية و لحقوا موجة الترند، الّا ناجي اسطا واحداً من الفنانين المسؤولين الذين لم يركبوا تلك الموجة بدليل “تحياتي“.