موسى عبدالله – نحنا: يبدو وأن البعض من اللبنانيين على مواقع التواصل الإجتماعي قد حلت عليهم نعمة النسيان، ولم تعد الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية همهم الأول والأخير، وتحولوا الى أساتذة في توزيع الشهادات الوطنية على النجمة اللبنانية نانسي عجرم، والتشكيك في وطنيتها وإتهامها بالتطبيع الفني مع العدو الإسرائيلي على خلفية صورة لها مع إحدى المعجبات على هامش حفلها الأخيرة في قبرص، حيث تبيّن لاحقاً أن تلك المعجبة اسرائيلية، ما وضع نانسي في تهمة التطبيع مع اسرائيل.
لا شك في أن إتهام نانسي عجرم بالتطبيع مع العدو غير صحيح، ولا صحة له من الأساس، لا من قريب ولا من بعيد، مُجرد إتهام سخيف وتافه من البعض، ولا يستحق عناء الرد من نانسي التي لا يجبرها أحد على تقديم شهادات في وطنيتها وعروبتها، فهل يُعقل أن تطلب نانسي أو أي فنان من كل معجب أوراقه الثبوتية لمعرفة هويته وجنسيته ودينه، فهل يُعقل أن تطلب نانسي أثناء تواجدها خارج لبنان من أي شخص أراد أن يتصور معها هويته؟.
خفوا علينا وكفى تنظير وتوزيع وطنيات شمال ويمين، خفوا علينا واستمتعوا بالنجاحات التي تحققها نانسي عجرم وغيرها من نجوم لبنان، خفوا علينا وهاجموا من سرق ونهب أموال اللبنانيين، من جعل لبنان غارقاً في الظلام، من ساهم بتدهور قيمة الليرة اللبنانية، من ضرب الإقتصاد اللبناني، خفوا علينا وهاجموا الطبقة السياسية والأحزاب التي أعادت لبنان الى الوراء عقود من الزمن، تلك الطبقة السياسية التي باعت الوطن وقتلت المواطن اللبناني وجعلته أضحوكة بين الأمم.
نانسي عجرم لم تبيع الوطن، لم تساهم في أزمات لبنان، بل رفعت إسم لبنان بفنها وأخلاقها وأعمالها الغنائية التي يُرددها الجميع في كل الوطن العربي، قدمت أغنية “الى بيروت الأنثى” تعبيراً عن تضامنها مع العاصمة التي تم استباحتها وتدميرها من قبل الطبقة السياسية والحزبية في البلد الذي تعصف به رياح الطائفية والإنقسامات العامودية، قدمت الفن لأنه رسالة حب وتسامح، ودافعت عن بلدها بصوتها وأغنياتها، بينما أنتم ماذا قدمتم للوطن؟.